قصة مأساوية ومؤثرة عاشها سهيل حموي، أول لبناني يعود إلى بلاده بعد قضاء 32 عامًا و5 أيام في سجن اللاذقية.تنقل سهيل بين سجون عدة، بدءًا من لبنان ودمشق وصولًا إلى سجن صيدنايا واللاذقية، حيث عاش بين العزل الانفرادي والاعتقال الجماعي. كانت سنوات قاسية مليئة بالمعاناة والحرمان، عاش خلالها في ظروف إنسانية قاهرة، بعيدًا عن عائلته ووطنه.في حديث خاص مع "المشهد" استرجع سهيل يوم اعتقاله في 3 ديسمبر 1992. كان يومًا عاديًا بدأه كصاحب مستودع أغذية يلبي طلبات أبناء منطقته. أوصى عليه أحد جيرانه صباحًا ببعض المواد الغذائية، وفي المساء، وبينما كان يعيش لحظة فرح مع ابنه جورج البالغ من العمر 10 أشهر، دق جاره الباب لتسلم الطلبية. ولكن عند نزوله إلى السيارة لتسليم الأغراض، توقفت سيارة أخرى، ونزل منها شبان أخذوه بالقوة، لتبدأ رحلة طويلة من المعاناة والغموض حول مصيره.وعبّر سهيل حموي عن مشاعره المتناقضة بعد استعادته حريته، التي وصفها بأنها "لحظة لا تصدق". وقال: "كنت أعيش في دوامة من الحرمان، وكأنني في ليل دائم يمتد ـ12 ساعة بلا توقف، سنوات من الظلام والحرمان من الحرية، لم أكن أعرف إن كنت سأخرج يومًا أم أن حياتي ستنتهي هناك". وأضاف: "اليوم أعيش لحظة جديدة كأنها احتفال متجدد، لحظة مليئة بالفرح رغم كل المآسي التي مرت، الحرمان كان موزعًا بين فقدان الحرية والعيش في ظلال قصة طويلة من الألم، لكن الآن، أستعيد الفرح وأحاول أن أعيش هذه اللحظة وكأنها حياة جديدة". سهيل، الذي أمضى أكثر من 3 عقود في ظروف شديدة الصعوبة، يحاول الآن أن يتجاوز تلك المآسي، ليعيد بناء حياته وسط مشاعر مختلطة بين الألم والفرح المتجدد.وختم قائلاً: "بعد تجربتي بات مباحًا لأي أحد أن يأخذ مني أي شيء إلا حريتي، هي أثمن ما يملكه الإنسان، ولن أفرّط بها مهما كان الثمن". (المشهد - لبنان)