من جديد، وبتصريح صادم، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الإدارة الأميركية تضع غزة نصب عينيها وأنها باتت هدفًا لواشنطن. وأعلن ترامب أنّ: أميركا ستسيطر على قطاع غزة، وأنه يتصور ملكية أميركية "طويلة الأجل" للأرض بعد نقل جميع الفلسطينيين إلى مكان آخر.سنمتلكها وسنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل الخطيرة غير المنفجرة وغيرها من الأسلحة الموجودة في غزة.ولم يقدّم الرئيس الأميركي أيّ تفاصيل ملموسة حول طريقة تطبيق خطّته هذه. وكان ترامب قد دعا سابقًا، كل من الأردن ومصر ودول عربية أخرى لاستقبال الفلسطينيين.كلام ترامب هذا أثار تنديدا وغضبا دولي، وإليكم أبرز ردود الفعل عليه: السلطة الفلسطينيةأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية عن "رفضهما الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم". وقال عباس في بيان تلاه المتحدث باسمه نبيل أبو ردينة عبر تلفزيون فلسطين الرسمي ردا على الدعوات التي أطلقها الرئيس الأميركي إن "الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وإن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967".ألمانيا قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن القطاع "ملك للفلسطينيين" وينبغي أن يكون "كما الضفّة الغربية والقدس الشرقية" جزءا من "الدولة الفلسطينية مستقبلا".وصرّحت بيربوك في بيان أن "السكان المدنيين في غزة ينبغي ألا يطردوا وينبغي ألا تخضع غزة لاحتلال دائم أو للاستيطان من جديد". فرنسارفضت فرنسا تصريحات ترامب بأن الولايات المتحدة ستسيطر على غزة بعد إعادة توطين سكان القطاع في أماكن أخرى، قائلة إن ذلك انتهاك للقانون الدولي ويؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستوف لوموان في بيان "فرنسا تكرر معارضتها لأي تهجير قسري للسكان الفلسطينيين في غزة، والذي من شأنه أن يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وهجوما على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، ويعد أيضا عقبة رئيسية أمام حل الدولتين وعاملا رئيسيا لزعزعة استقرار شريكينا المقربين، مصر والأردن، والمنطقة بأسرها أيضا".وأضاف لوموان أن مستقبل غزة يجب ألا يكون في إطار سيطرة دولة ثالثة بل في إطار دولة فلسطينية مستقبلية.السعودية ذكرت وزارة الخارجية السعودية بأن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية "راسخ وثابت لا يتزعزع"، وأن الرياض لن تتوقف عن "عملها الدؤوب لقيام دولة فلسطينية".مصرشدد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي على "أهمية المضي قدما في مشاريع التعافي بقطاع غزة، من دون أن يغادره الفلسطينيون".وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن عبد العاطي أكد خلال لقائه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، محمد مصطفى، في القاهرة، الأربعاء، على "دعم مصر الكامل للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية".كما أكد وزير الخارجية المصري على دعم بلاده "للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف الشعب الفلسطيني، وضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبما يمنع تكرار الدورات المتكررة للعنف بشكل نهائي ودائم".روسيا قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا تعتقد أن التسوية في الشرق الأوسط ممكنة فقط على أساس حل الدولتين، وذلك بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يرغب في أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وتعيد تطويره.وشدد بيسكوف على موقف موسكو بأن السبيل الوحيد لحل الصراع في الشرق الأوسط هو إنشاء دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.وأضاف بيسكوف أن فكرة ترامب بشأن إعادة التوطين قوبلت بالرفض من قبل العواصم العربية الكبرى.تركيا بينما، ندّد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بمشروع ترامب لنقل الفلسطينيين خارج قطاع غزة واصفا إيّاه بـ"غير المقبول". وقال فيدان في تصريحات لوكالة أنباء الأناضول التركية إن "تصريحات ترامب بشأن غزة غير مقبولة"، مؤكّدا أن "طرد (الفلسطينيين) من غزة مسألة غير مقبولة لا من جانبنا ولا من جانب بلدان المنطقة. ولا حاجة حتّى لمناقشتها".الصينوقالت الصين إنها تعارض "الترحيل القسري" للفلسطينيين من قطاع غزة بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يعتزم "السيطرة" على القطاع. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية لين جيان خلال مؤتمر صحافي دوري "لقد أكّدت الصين دائما أن الحكم الفلسطيني على الفلسطينيين هو المبدأ الأساسي لحكم غزة بعد الحرب، ونحن نعارض الترحيل القسري لسكان غزة".إيرانمن جانبه، قال مسؤول إيراني كبير لرويترز: "أننا نعارض أي تهجير لسكان غزة لكن المحادثات مع أميركا مسألة منفصلة".إسرائيل في المقابل، أشاد وزير الأمن العام الإسرائيلي السابق والسياسي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بتصريحات ترامب عن ضرورة "إعادة توطين" سكان غزة خارج القطاع ووصفه بأنه "الحل الوحيد".وقال إن "تشجيع" سكان غزة على الهجرة من القطاع هو الإستراتيجية الوحيدة الصحيحة في نهاية الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على تبني هذه السياسة "على الفور".(المشهد)