العالم في تحوّل وتغيّر مستمر، وما أجمل الغد عندما يكون مليئا بالطموح والنجاح والتطور، فكيف لو كان للعالم الفرصة لاستشرافه بالأفكار والإستراتيجيات. في القمة العالمية للحكومات في نسختها الـ11 والتي انعقدت في مدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ناقش المشاركون في القمة تصميم المستقبل، تحدثوا عن التعلم من الماضي، والاستثمار في العقول كما في الأدوات التي تتغير بشكل كبير.الذكاء الاصطناعي نجم هذه القمة، فانصهاره في القطاعات الحياتية بات حتمياً، فكيف ستستطيع الدول إدخال الذكاء الاصطناعي ضمن إستراتيجيتها؟ وكيف ستكون هيئة هذه الحكومات في هذا العصر؟الذكاء الاصطناعي هو لتحسين التنمية البشريةوفي هذا الإطار، يتحدث كبير العلماء السابق في وكالة "ناسا" الدكتور جيمس غرين عن أهمية أن تستفيد الحكومات من تقنيات الذكاء الاصطناعي وسبل استخدامها، وقال في حديث خاص لمنصة "المشهد" إنه "لا ينبغي لنا أن نخاف منها لأنها موجودة لتبقى، ولكننا بحاجة إلى استخدامها بطريقة نفهم النتائج التي تأتي منها". وأكد غرين أن "الذكاء الاصطناعي لن يحكم المستقبل بالطريقة التي نفكر بها"، سائلاً: "فمن ثورات تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا المعلومات التي حدثت، مثل الإنترنت وويكيبيديا، وعمليات البحث على غوغل، وغيرها، هل أدى ذلك إلى تدمير قدراتنا على التواصل؟، على العكس، لقد مكنتنا كلها من التواصل على نطاق أوسع". وشدّد على ضرورة الحفاظ على "ثقافاتنا الخاصة لأنها تجعلنا متميزين أيضًا، وتوفر تجارب جديدة وفريدة من نوعها، وعندما نجمعها تظهر حلول جديدة".أما الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة "زووم" أبارنا باوا، فأكدت لمنصة "المشهد" على هامش مشاركتها في القمة أن "الذكاء الاصطناعي هو لتحسين التنمية البشرية وجعل الإنسان أكثر كفاءة، لا نحاول إزالة الإنسان من السلسلة". وذكرت أن تركيز الشركة ينصب على هذه الأداة الجديدة لجعل مستخدمي المنصة "قادرين على أن يكونوا أكثر إنتاجية وأكثر كفاءة واستعادة بعض الوقت". وفي سياق متصل، يتحدث رئيس اللجنة الرئاسية المعنية بالمنصات الرقمية الحكومية في كوريا الجنوبية جان كوه عن أهمية تبادل الأفكار والخبرات بين الدول في ما يتعلّق بالذكاء الاصطناعي، وقال: "نحن اليوم نتطلع لأفضل الممارسات في التقنيات الجديدة المجرّبة في كل البلدان المتطورة، بحيث تُطبق في باقي الدول".وفي حديث مع منصة "المشهد"، رأى رئيس جامعة دبي الدكتور عيسى البستكي أنه إذا لم تكن الجامعات رائدة في تطبيق الذكاء الاصطناعي في منظومة العملية التعليمية، أعتقد أن المجتمع سيتأخر، فالمجتمع بحاجة لخرّيجين مستعدين للذكاء الاصطناعي". واعتبر أن: الذكاء الاصطناعي قد يتحوّل في المستقبل إلى ذكاء إدراكيّ، الأمر الذي يخيف الإنسان.الفرق بين الإنسان والأجهزة مهما كان إدراكياً وأن الذكاء في النهاية أمر ثابت في البرامج والأجهزة، أما عند الإنسان فعشوائي ولا يمكن لأحد نسخه 100%.دائماً الذكاء الإنساني يتقدم على الذكاء الإدراكي.ضرورة وضع سياسيات وتشريعات للتحكم في الذكاء الاصطناعي.تسريع وتيرة التغيير والإصلاحمدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور أكد لـمنصة "المشهد" أن المنطقة والعالم يعيشان اليوم صدمات كبيرة جدا لهذا السبب من الضرورة تسريع وتيرة التغيير والإصلاح، خصوصا على صعيد الحوكمة، الخدمات العامة، التطوير التكنولوجي ومعالجة أزمة المناخ، لافتاً إلى أن هذه عناصر أساسية لأنها مشاكل نواجهها، وإنما يمكن تحويلها لفرض فرص استثمارية.في نسخة القمة الـ11، يقول مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات محمد الشرهان إن الذكاء الاصطناعيّ يُعدُّ واحداً من أهمِّ المحاورِ الأساسية، ولدينا منتدًى متخصصٌ عن موضوعِ الذكاءِ الاصطناعي، وحوكمةِ الذكاءِ الاصطناعي، وكيفَ نبني حكوماتٍ مسؤولةً في عصرِ الذكاءِ الاصطناعيّ؟". وأضاف في حديث لمنصة "المشهد" أنه يشاركُ في هذا المنتدى عددٌ كبيرٌ من قادةِ شركاتِ القطاعِ الخاصّ، وكذلك عددٌ من الوزراءِ والمسؤولين الحكوميين الراغبين بهذا القطاع. وذكر أن الهدفَ منه إيجادُ نموذجِ عملٍ من الممكنِ أن تتبنّاه الحكوماتُ، ويحفزَ الابتكارَ في هذا القطاع، ويضمنَ أن تؤدي الحكوماتُ دورَها بشكلٍ يخدمُ الناس. وبعد 3 أيام من الجلسات في القمة، ماذا يمكنُ أن نرى خلالَ السنةِ المقبلة؟ يشرح الشرهان أنه "بعد الانتهاءِ من هذه القمةِ، يبدأُ التحضيرُ للقمةِ المقبلة، وتطمحُ القمةُ العالميةُ للحكوماتِ دائما أن تناقشَ أبرزَ التوجهاتِ العالمية، فالعالمُ يتغيرُ بشكلٍ سريعٍ جدا، ويمكن أن أقولَ إننا نناقشُ موضوعاً معيناً خلالَ القمةِ المقبلة، ويكونَ هذا الموضوعُ واقعاً في الشهورِ المقبلة. لذلك دائماً محاورُنا متغيرةٌ، بحيث تواكبُ أبرزَ التوجهاتِ العالمية". (دبي - المشهد)