لم تكن فرنسا الدولة الأوروبية الوحيدة التي حكمت الأفارقة، ولكنّ تاريخها فريد من نوعه من حيث استمرارها وانتشارها الجغرافيّ، وقدرتها على التكيّف.وفي مقال رأي للكاتب هوارد فرنش في مجلة "فورين بوليسي"، أدى النضال الإفريقيّ إلى حصول دول عدة على استقلالها، منها الجزائر وغينيا والغابون والنيجر وغيرها. وقال إنّ هناك انتفاضة ملحوظة ضد النفوذ الفرنسيّ جارية في منطقة الساحل الإفريقي، وهي إحدى المناطق الإفريقية التي كانت الهيمنة الفرنسية فيها أكثر شمولًا على مدار العقود. وتحدث زعماء 3 دول في هذه المنطقة شبه القاحلة، وهي النيجر وبوركينا فاسو ومالي، ضد النفوذ الفرنسيّ في غرب إفريقيا، وتحركوا للحدّ من أو القضاء على وجود الجنود والشركات والدبلوماسيّين الفرنسيّين في بلدانهم.وألقى القادة الأفارفة باللوم على باريس في مجموعة من المشاكل، بدءًا من الحملة الطويلة الأمد التي قادتها فرنسا، إلى التدخل في سياساتهم الداخلية، إلى التربّح من مكافحة الإرهاب. وأشار فرنش في مقاله، إلى أنه في ظل الرفض الفرنسيّ الشديد، رحبت هذه الدول الثلاث غير الساحلية، في بعض الأحيان بدور أكبر لروسيا، سواء في المساعدة على تعزيز أمنها الداخلي، أو في استخراج الثروة المعدنية مثل الذهب واليورانيوم في أراضيها.تأثير الاستعمار الفرنسيووفق فرنش، فإنّ ما يثير الاستياء الواضح للرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون، أنّ هذا الأمر أصبح يبدو على نحو متزايد وكأنه حساب كبير.وفي مقابلة أُجريت معه عام 2007، قال الرئيس الفرنسيّ السابق جاك شيراك: "لا تنسوا شيئًا واحدًا، وهو أنّ جزءًا كبيرًا من الأموال التي لدينا في محافظنا، يأتي على وجه التحديد من استغلال إفريقيا على مرّ القرون.. لذلك نحن بحاجة إلى قدر قليل من الحسّ السليم، والعدالة هو أن نقدم للأفارقة ما أخذناه منهم". وعند إجراء مسح لإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بأكملها، فمن الصعب تجنب الانطباع بأنّ المستعمرات الفرنسية السابقة تتخلف بشكل عام عن نظيراتها المستعمرة البريطانية السابقة في التنمية الاقتصادية والحكم الديمقراطي، والاستقرار السياسي، بحسب فرنش.وقال الكاتب إنه يُمكن فهم الانتفاضة المستمرة ضد باريس في منطقة الساحل، على أنها حيلة ساخرة تستخدم الشعبوية للحفاظ على القوة السياسية للنخب العسكرية في الدول التي كانت تعيش الفشل لأعوام. وأكد فرنش أنّ تعميق الوحدة والاتحاد الإفريقيّ يشكّل حلمًا له تاريخ طويل إلى حدّ مدهش، حيث كانت هذه صرخة المثقفين الأفارقة مثل جي إي كاسيلي هايفورد في غانا، أوائل القرن العشرين.(ترجمات)