مع إعلان موافقة كلّ من لبنان وإسرائيل الثلاثاء على اتفاقية وقف إطلاق النار بعد المساعي الدولية وخصوصاً الأميركية، أكد مساعد وزير الخارجية الأميركيّ السابق لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شنكر، أن "إسرائيل ستواصل استهدف حزب الله في سوريا لمنعه تسليحه من جديد".وأضاف شنكر، في تصريحات لقناة ومنصة "المشهد"، أنّ إسرائيل دخلت برًّا وطبّقت القرار 1701، معتبرًا أنّ هذه الجبهة كانت الأسهل للتوصل إلى وقف إطلاق النار، لذلك تم التوصل إلى الاتفاق، مشيرًا إلى أنّ الرئيس الأميركيّ المنتخب دونالد ترامب سيُقدّر ذلك. وأشار إلى أنّ إسرائيل استطاعت تحقيق أهدافها عبر تقليص قدرات "حزب الله" وأسلحته، واستهداف قادة أساسيّين، وكما تمكّنت من القضاء على قدراته بشكل كبير. وأضاف شنكر: "لا تزال إسرائيل تتمتّع بحرية التصرف إذا انتهك "حزب الله" بنود الاتفاق، وحتى الآن يبدو الاتفاق كافيًا". وتابع: "إدارة بايدن كانت تحاول باستمرار التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات، نظرًا للتوتر الكبير في المنطقة. وعلى الرغم من أنّ الاتفاق ليس مثاليًّا، إلا أنه يضع حدًّا للضرر الذي يواجهه لبنان نتيجة الحرب التي شنها "حزب الله" على إسرائيل".وأسفرت غارات إسرائيلية الأسبوع الماضي على سوريا عن مقتل أكثر من 100 مقاتل موالين لطهران، في أعلى حصيلة منذ تصعيد الحرب مع "حزب الله" قبل شهرين.منذ 26 سبتمبر، كثّفت اسرائيل بشكل ملحوظ ضرباتها على سوريا، حيث أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذها 86 هجومًا على الأقل، ما أسفر عن مقتل 199 مقاتلًا و39 مدنيًا على الأقل. ويتوزع القتلى غير المدنيّين بين جنود سوريّين وعناصر من مجموعات موالية لطهران تضم مقاتلين سوريين وغير سوريين، بينهم من" حزب الله" اللبنانيّ وفصائل عراقية وأخرى فلسطينية. وأسفرت 3 غارات دامية طالت مدينة تدمر في وسط سوريا في 20 نوفمبر، استهدفت إحداها اجتماعًا لمجموعات موالية لطهران، أبرز داعمي دمشق، عن مقتل 106 مقاتلين، وفق حصيلة للمرصد، في أعلى حصيلة قتلى يومية منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011. وبين هؤلاء القتلى 73 عنصرًا من فصائل سورية موالية لطهران، و29 مقاتلًا غير سوريين، غالبيتهم من حركة النجباء العراقية، و4 مقاتلين من "حزب الله". وجدّدت إسرائيل الإثنين قصف معبر جوسية الحدودي مع لبنان الذي سبق واستهدفته مع معابر أخرى أبرزها معبر المصنع الرئيسيّ الخارج عن الخدمة منذ الشهر الماضي."انتهاك الاتفاق"وأشار إلى أنه يتوقع أن ينتهك "حزب الله" بنود الاتفاق في نهاية المطاف، قائلًا: "متأكّد من أنّ اليونيفيل لن تتمكن بالقيام بالعمل كما هو مطلوب، كما سيكون الجيش اللبنانيّ متردّدًا في العمل إذا تطلّب الوضع مواجهة "حزب الله" إذ برأيي ليست هناك إرادة سياسية حتى الآن لكي يقوم الجيش بهذه المهمة". وتابع شنكر: أعتقد أنّ إسرائيل لا تستطيع القضاء على "حزب الله" بشكل كامل من دون عملية برية كاملة، ولا أعتقد أنّ هناك رغبة بذلك لدى نتانياهو. الجيش الإسرائيليّ اكتفى بإعادة السكان إلى الشمال والقضاء على التهديد المباشر على الحدود، لكنه سيواصل عملياته في سوريا لمنع تسليح "حزب الله". الوضع مختلف اليوم عن عام 2006. أعتقد أنّه بعد فترة سيبدأ السكان بالعودة إلى شمال إسرائيل، إلا أنّ ذلك قد لا يشمل الجميع كما سيكون الحال في جنوب لبنان حيث بنى "حزب الله" أنفاقًا تحت البيوت.مخاوف لبنانيةوردًّا على سؤال حوال المخاوف في لبنان من أنّ "حزب الله" قد يتفرّغ في المرحلة المقبلة للانتقام من معارضيه في الداخل اللبناني، أجاب الأخير: "من دون أيّ شك هو مصدر خوف كبير وخصوصًا وأنّه بعد الأحداث الأخيرة بدأ عدد كبير من الأشخاص بالتحدّث علنًا عن معارضتهم لما يقوم به "حزب الله" وكما باتوا يعبّرون عن سخطهم من جرّاء ذلك ولدى "حزب الله" تاريخ طويل في الاغتيالات وسنرى ما سيفعله". وأوضح أنّ وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، ألقى اللوم على "حماس" بشأن عدم التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، لافتًا إلى أنه سيكون من المثير رؤية ما سيحدث عند عودة ترامب إلى السلطة.(المشهد)