في ظل الأزمات المتتالية التي يشهدها العالم، تزداد المخاوف من انعدام الكفاءة داخل الإدارة الأميركية، خصوصا في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وسط فراغ شبه كامل في الطاقم المختص بهذا الملف في إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وفقا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.الأسبوع الجاري طغت عليه تداعيات فرض ترامب تعريفات جمركية جديدة، هزّت الأسواق العالمية، قبل أن يعلن تعليقها مؤقتاً لمدة 90 يوماً. وفي الوقت الذي يتفاخر فيه ترامب بأن قادة أجانب يتقاطرون إليه، فإن دعوته لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لزيارته الاثنين أثارت تساؤلات عدة.محادثات أميركية - إسرائيلية وفي مشهد مفاجئ، أعلن ترامب أمام الكاميرات عن استئناف المحادثات النووية مع إيران، وهو ما لم يُرضِ نتانياهو رغم أنه لم يُفاجأ به. فالأخير اضطر، تحت ضغوط ترامب، إلى الموافقة الضمنية على التوجه الأميركي الجديد، رغم تناقضه التام مع سياساته المعلنة تجاه طهران.ووفقا لتقرير الصحيفة، سربت مصادر مقربة من نتانياهو سابقًا معلومات تشير إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا تستعدان لهجوم مشترك على إيران، إلا أن ترامب فضل خيار التفاوض مجددًا. ومع ذلك، لم يستبعد الرئيس الأميركي اللجوء إلى الخيار العسكري في حال فشلت المفاوضات، مشيرًا إلى هذا الاحتمال مرارًا في لقاء مع الصحفيين.ضعف المفاوضينوبحسب الصحيفة فإن المثير للقلق أن الإدارة الأميركية الحالية تفتقر إلى الخبراء النوويين، بل إلى الخبراء عمومًا، ما قد يُضعف موقف واشنطن في المفاوضات مع طهران. وقد تستغل إيران هذا الضعف لصالحها، فيما لا يبدو أن أحدًا يجرؤ على مواجهة ترامب بالحقيقة.ورغم أن التفاوض أفضل من الحرب، فإن الغموض يلفّ طريقة إدارة ترامب للملف. فالرئيس لا يهتم بالتفاصيل، ولا يُظهر اهتمامًا عميقًا بالتهديد النووي، بقدر ما يسعى إلى تحقيق "نصر إعلامي" يتمثل في صفقة جديدة أفضل من تلك التي أبرمها سلفه باراك أوباما عام 2015، والتي أعلن ترامب الانسحاب منها بعد 3 سنوات.(ترجمات )