قال خبراء نوويون يوم الأربعاء، إنّ الأمر لن يستغرق من إيران أسابيع لصنع سلاح نووي، بل شهور وربما ما يصل إلى عام، وفقًا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".وقال هيوستن ج.وود، الأستاذ الفخريّ في الهندسة الميكانيكية وهندسة الطيران بجامعة فيرجينيا: "لا أعتقد أنّ هناك خطرًا من أن تبدأ إيران هذا العام في تفجير أسلحة نووية". وقدّر الدكتور وود، المتخصص في أجهزة الطرد المركزيّ الذرية والمسائل النووية الأخرى، أنّ الأمر سيستغرق من إيران ما يصل إلى عام لابتكار سلاح بمجرد حصولها على ما يكفي من الوقود النووي. وقال سيغفريد س.هيكر، المدير السابق لمختبر لوس ألاموس للأسلحة في نيو مكسيكو: "من المحتمل أن يستغرق الأمر أشهرًا عدة وليس أسابيع".وأكد الخبراء أنّ هناك خلطًا بين الوقت الذي ستستغرقه إيران على الأرجح لتصنيع قنبلة من اليورانيوم عالي التخصيب، والعملية الشاملة لتحويلها إلى سلاح. فبمجرد إنتاج ما يكفي من معدن اليورانيوم، يجب تشكيله بعناية في قلب قنبلة ذرية، والتي يتم وضعها بعد ذلك وسط الأجزاء الأخرى من رأس حربيّ نوويّ يمكن أن يجلس فوق صاروخ.هندسة متقدمةقال الدكتور هيكر، الذي شغل منصب مدير لوس ألاموس من عام 1986 إلى عام 1997: "يتطلب الأمر تعدين وهندسة متقدمة". العملية أصعب مما هو متوقع. فالعمال الذريون، على سبيل المثال، يواجهون مخاطر صحية، لأنّ الجسيمات المشعّة الصغيرة التي تنشأ أثناء تشكيل الأجزاء النووية، يمكن ما لم يكونوا حذرين، أن تستقر في رئتيهم وتحفز النمو السرطاني. وبدا مناسبًا في الوقت الحالي، الحديث عن هذا، لأنّ إيران أطلقت 180 صاروخًا على إسرائيل ليلة الثلاثاء، في تصعيد دراماتيكيّ للصراع بين البلدين. وتعهدت إسرائيل بالرد، وقال الرئيس الأميركيّ جو بايدن يوم الأربعاء، إنه لن يؤيد شن هجوم على البنية التحتية النووية الإيرانية.وينبع سوء الفهم الواسع النطاق لحالة القدرات النووية الإيرانية من العديد من التقارير العلنية الأخيرة، التي أعطت جداول زمنية مفصلة لإنتاج إيران للوقود لصنع قنبلة نووية. لكنّ هذه التقارير لا تقدّم سوى القليل من التفاصيل حول الخطوات الأخرى التي يجب على إيران إكمالها لبناء سلاح نووي، بما في ذلك أعمال التنقية الذرية والهندسة والتصنيع والاختبار.خطوات حاسمةتركز التقارير العامة على ما يسميه خبراء الأسلحة الاختراق النووي الوقت الذي ستستغرقه القوة الذرية المحتملة للحصول على وقود نوويّ للقنبلة. على سبيل المثال، أعلن تقرير صادر عن معهد العلوم والأمن الدوليّ في أغسطس، وهو مجموعة خاصة في واشنطن تتعقب الانتشار النووي، أنّ إيران طورت خبرتها في صناعة الوقود إلى الحدّ الذي يمكنها فيه الآن، "الخروج بسرعة بقنبلة نووية".ولم يرد رئيس المعهد، ديفيد أولبرايت، على أسئلة حول الجدول الزمنيّ للمجموعة بشأن إيران. إذا حققت طهران اختراقًا، فستواجه بعد ذلك سلسلة من الخطوات الحاسمة الأخرى قبل إنتاج رأس حربيّ نوويّ قابل للتسليم. قد يكون أحدهما تطوير نظام إطلاق إلكترونيّ لتفجير مجموعة من المتفجرات التقليدية التي تضغط على النواة النووية، ما يؤدي إلى بدء التفاعل المتسلسل الذي ينبعث منه رشقات من الطاقة الذرية. بالإضافة إلى ذلك، يجب اختبار الرأس الحربيّ الكامل بدقة، لضمان قدرته على تحمّل الحرارة غير العادية واهتزاز العودة إلى الغلاف الجوي. ويقول خبراء نوويون إنّ العملية المطوّلة، عادة ما تتوّج باختبار قنبلة تحت الأرض، للتأكد من أنّ الرأس الحربيّ سينفجر كما هو متوقع في الحرب.(ترجمات)