قدم قادة المعارضة السورية العديد من التعهدات منذ أن بدأت الأحداث.. لكن السؤال الأكبر الذي يدور الآن هو ما إذا كانت قادرة على الوفاء بها، فهناك من يرى أن هناك تفاهمات بين الأطراف السورية حول مستقبل سوريا والعملية الانتقالية عبر خارطة طريق يتم تحديدها لاحقًا، وبين من يرى أن هناك غيابا للوحدة الفكرية والتنظيمية بين فصائل المعارضة، خصوصًا في ظل تنوع جماعاتها وتوجهاتها مما ينذر بصراعات محتملة حتى فيما بينها. ردًا على هذه التساؤلات، قال القيادي في المعارضة الدكتور أحمد طعمة لقناة "المشهد": "أي حكم سوري سيأتي في الأيام القادمة، لن يكون أسوأ من حكم بشار الأسد، بالتالي أي شيء ستفعله المعارضة وهي المخلصة والجادة في عملها، سيظهر على أنه عمل جيد وسترون كيف أن الأمور ستكون بخير، وبالتأكيد أمامنا فرص كبيرة اليوم أكبر من أي وقت مضى،".وأضاف طعمة "التحديات ستتمثل في إعادة بناء هذه الدولة المدمرة، التي دمرها نظام الإبادة نظام البعث الطائفي، ولأن الشعب السوري شعب عاقل بطبيعته ويجيد التصرف في الأحداث، وقد اكتسب خبرة هائلة نتيجة الأحداث الأخيرة والأحداث الكبيرة حول العالم، لذلك تقديرنا أن الأمور ستكون جيدة جدًا".خبرة سياسية محدودةوتابع قائلًا: "في بداية الثورة، كانت الخبرة السياسية محدودة لدى المعارضة السورية وكانوا أقرب إلى أن يكونوا ثوارًا من أن يكونوا معارضين، ولكن بعد هذه السنوات الطوال، هذه الخبرة أصبحت كبيرة جدًا وأصبحت قدراتها عالية وأصبح التعقل هو سيد الموقف، فنحن شهدنا كيف تعامل الثوار مع واقع المستجدات، سواء في حلب أو حماة أو حمص والآن دمشق، ولم يتم تدمير أي بنى تحتية، فالكل يريد أن يثبت أن سوريا دولة مدنية ديمقراطية لا أكثر ولا أقل".وأضاف: "قديمًا، كان البعض من الثوار يتبعون أفكار القاعدة، أما اليوم لا يوجد أي أحد منهم يؤمن بهذه الأفكار، حتى أنهم تخلوا عنها تمامًا، بالتالي هذا التغيير شمل كل الجهات في سوريا سواء كانوا "سلفيين" أو "إخوان مسلمين" أو شخصيات معتدلة، وأظن أن واقع الأمر الذي حصل هو الذي غير الناس، فالتجربة المرة تغير الجميع بشكل كبير".وعن مستقبل سوريا والحكم فيها، قال طعمة: "خبرتنا ستنعكس الآن في واقع العمل، ولعل أهم شيء نفعله اليوم، هو الحفاظ على المؤسسات القائمة التي لا نريد تخريبها، لأن إصلاح مؤسسة ما أسهل بكثير من بناء مؤسسة جديدة من جذورها، ونحن نعتقد أننا بحاجة إلى كوادر مخلصة وعاقلة، ولكن لا يكفي الإخلاص وحده ولا يكفي الصواب وحده، والمشكلة أن النظام السوري كان لا يحوي أي كوادر بل كان يعتمد على الولاء والولاء فقط، لذلك كانت النتائج كارثية، وما سيساعدنا في قادم الأيام أن جرائم النظام بلغت حدًّا لا يمكن تصوره، وكان أثرها المريع واضحًا في المجتمع السوري، لذلك ستظهر المعارضة من خلال سلوكها المخلص".وعند سؤاله عن إمكانية نجاة سوريا من فخ الخصومة السياسية الداخلية لأسباب تتعلق بولاءات وانتماءات لقوى خارجية، قال طعمة: "لا شك أننا نخشى ونحذر من التدخلات الخارجية المشينة، ولا نحب ولا نريد إلا التدخلات الخارجية الإيجابية التي تأتي لنصرة الشعب السوري وتخفف عنه معاناته".وختم قائلًا: "مقابلة أحمد الشرع التلفزيونية، تظهر أن هذا الرجل استفاد من التجربة السابقة وأنه أصبح أكثر قابلية لإشراك الآخرين في القرار والسلطة، ونحن حتى اليوم لم نسمع أنه طرح نفسه لرئاسة سوريا، أو أنه يريد أن يكون له الدور الكامل بشأن سوريا في المستقبل، بل هو ينطلق من أفكاره الثورية ونعتقد أن الكوادر التي حوله خصوصًا من المدنيين، ربما سيكون لها أثر إيجابي سواء في سلوكه أو في كل ما سيفعله بشأن سوريا في المستقبل".من جهته، قال الخبير في العلاقات ناصر زهير لقناة المشهد": "ذوبان الفصائل التابعة للمعارضة صعب في الوقت الحالي، إذ لا توجد خارطة طريق واضحة، وكل طرف يخاف على نفسه، وأنا أعتقد بأن على أحمد الشرع، الذي يطرح نفسه على أنه الضامن لمستقبل سوريا وقائد العمليات العسكرية، أن يكون ذكيًا في كل خطوة يقوم بها، خصوصا أن اسمه على لوائح الإرهاب دوليًا".وأضاف: "أفضل شيء قد يفعله السوريون الذين سيجلسون على طاولة التفاوض لمناقشة القضايا الحساسة ومستقبل سوريا ومن سيحكم سوريا، أن يسترجعوا ما جرى في أربيل وليبيا والصومال والعراق".(المشهد)