سعى مسؤولون إسرائيليون خلال الساعات الـ24 الماضية إلى التقليل من أهمية قائمة الأسرى التي سربتها حركة "حماس" إلى وسائل الإعلام. كانت القائمة الأصلية قد أعدتها إسرائيل وسلمتها للوسطاء في يوليو الماضي؛ والآن أصدرت "حماس" قائمة متطابقة، باستثناء 5 أسرى قُتلوا منذ ذلك الحين والسادس الذي أُطلق سراحه، وفق صحيفة "هآرتس".ولم تستجب "حماس" حتى الآن للمطالب الإسرائيلية بتحديد من هم الأسرى الموجودين في القائمة الذين ما زالوا على قيد الحياة ومن هم الذين ماتوا. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو في بيان صباح الاثنين "حتى الآن، لم تتلق إسرائيل أي تأكيد أو تعليق من (حماس) بشأن وضع الأسرى الذين ظهروا في القائمة".قائمة الأسرى لدى "حماس"ورأت الصحيفة، أن تسريب القائمة بطريقة أو بأخرى يشكل علامة فارقة على الطريق نحو التوصل إلى صفقة الأسرى: فإذا كان التسريب يعكس موقف "حماس" في المفاوضات، فقد أوضحت أنها تقبل الشروط التي حددتها إسرائيل وتوافق على مطلبها بالإفراج عن كل من حددته إسرائيل في الأشهر الأخيرة باعتبارهم على قائمتها الإنسانية.ولكن حتى الآن، لا توجد إجابة واضحة على السؤال حول ما إذا كانت القائمة تشكل في الواقع ملخصًا للمطالب الإسرائيلية. كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان نتانياهو سيصر على إطلاق سراح المزيد من الأسرى الأحياء إذا تم الإعلان في النهاية عن وفاة العديد من القائمة الحالية.وإلى جانب هؤلاء الذين وردت أسماؤهم في القائمة، قد يتم إطلاق سراح المزيد من الأسرى أيضاً ولكن من غير الواضح ما إذا كان سيتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية، عيدان ألكسندر، كبادرة إلى واشنطن.خدمة أجندة نتانياهووتستمرّ المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة في الوقت الذي ترفض إسرائيل المضيّ قدماً في المحادثات من دون الحصول على معلومات عن مصير الأسرى المدرجين في القائمة.ومن ناحية أخرى، تطالب "حماس" إسرائيل بتعليق قصفها لغزة لمدة أسبوع للسماح للحركة بجمع المعلومات عن الأسرى.ولن يوافق المسؤولون الإسرائيليون على مثل هذه البادرة دون الحصول على شيء في المقابل من "حماس"، على سبيل المثال الإفراج المبكر عن أسرى، وفق الصحيفة.وقالت "هآرتس" إن قرار "حماس" بتسريب قائمة الأسرى إلى وسائل الإعلام الآن ليس مصادفة: فهو مصمم لزيادة الضغط على إسرائيل والحصول على المزيد من التنازلات في المفاوضات.ولكن في الوقت نفسه، تخدم التسريبات أيضًا أجندة نتانياهو إلى حد كبير، فالقائمة التي وافق عليها شخصيًا، تحدد من سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الوحيدة التي وافق عليها حتى الآن. كما تساعد القائمة في إعداد الرأي العام في إسرائيل لإطلاق سراح جزئي فقط من الأسرى.كما أدى التسريب إلى إحداث شرخ بين عائلات الأسرى، مما جعل من الصعب عليهم تقديم جبهة موحدة تطالب بإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة.(ترجمات)