للمرة الأولى منذ شهور، لم تُسمع صفارات الإنذار التي تحذر من هجمات قادمة من لبنان في شمال إسرائيل اليوم الأربعاء، لكن كثيرين عبَروا رغم ذلك عن غضبهم من وقف إطلاق النار الذي أعلنته الحكومة مع "حزب الله".ويُنظر إلى الاتفاق، الذي يهدف إلى إنهاء صراع عبر الحدود أودى بحياة الآلاف منذ أن أشعلته حرب غزة العام الماضي، على أنه إنجاز كبير لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكنه أثار الغضب والقلق في شمال إسرائيل.وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الثلاثاء إن إسرائيل تحتفظ بحقها في التحرك إذا انتهك "حزب الله" المدعوم من إيران شروط الاتفاق.وقالت ليفانا كارسينتي، وهي من سكان نهاريا، لرويترز عن الاتفاق "ماذا أقول؟ إنه أمر سيئ للغاية، سيئ حقا".وأضافت "لم يفعلوا (الحكومة) شيئا وجنودنا ضاعوا هباء. يجب على بيبي أن يترك الحكومة سريعا، على الرغم من أنني دعمته. عليه أن يعود إلى المنزل بشكل عاجل".ويخشى الكثير من سكان شمال إسرائيل أن يحاول "حزب الله" شن هجوم بري على غرار هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.وأدت هجمات "حزب الله" إلى مقتل 45 مدنيا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان. ولم تصدر حتى الآن توجيهات لنحو 60 ألف شخص للعودة إلى منازلهم التي أخلوها في الشمال.ووقع الجزء الأكبر من الضرر في إسرائيل في المناطق المجاورة للحدود اللبنانية التي قصفتها صواريخ "حزب الله".وقال رئيس بلدية كريات شمونة الشمالية، أفيخاي شتيرن، والتي تبعد 3 كيلومترات فقط عن الحدود لرويترز إن الاتفاق كان ينبغي أن يتضمن منطقة عازلة بين إسرائيل ولبنان.وأضاف رئيس البلدية أن إسرائيل لن يكون لديها أساس مشروع للتصدي لأنشطة "حزب الله" لأن الحزب يستخدم منازل المدنيين لإخفاء الأسلحة وشن هجمات على الإسرائيليين.وقال شتيرن "هذه قواعد عسكرية... لغرض مهاجمة المجتمعات الحدودية الشمالية، وبالتالي فمن المستحيل قبول استمرار وجودها".لن نسمح بهجوم آخر طلب الجيش اللبناني، المكلف بضمان استمرار وقف إطلاق النار، من سكان القرى الحدودية اللبنانية تأجيل العودة إلى ديارهم لحين انسحاب الجيش الإسرائيلي.وفي حين صمد وقف إطلاق النار إلى حد كبير صباح اليوم الأربعاء، قالت إسرائيل إنها رصدت عودة أعضاء من "حزب الله" إلى مناطق قريبة من الحدود وفتحت النار لمنعهم من الاقتراب.وقال مسؤول حكومي لرويترز إن إسرائيل لم تعط الأولوية لخطر التسلل في الاتفاق لأنها واثقة من أن المكاسب العسكرية التي حققتها ستمنحها وقتا تحذيريا كافيا إذا حاولت قوات "حزب الله" شن غزو بري واسع النطاق على غرار هجوم 7 أكتوبر.وأضاف المسؤول أن إسرائيل دمرت أيضا ما يكفي من البنية التحتية لـ"حزب الله" بالقرب من الحدود بحيث يتم رصد أي محاولة تسلل وسيكون لدى القوات الإسرائيلية متسع من الوقت للرد.وتقول السلطات الإسرائيلية إن ما لا يقل عن 73 جنديا إسرائيليا قُتلوا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان وفي معارك في جنوب لبنان.وقال مسؤول أمني "نحن مستعدون لأي تطور وأي انتهاك من جانب حزب الله".وتابع "لن نسمح، ليس في لبنان ولا في غزة، بتكرار (ما حدث في) 7 أكتوبر" لكنه قال "هذه أيام حاسمة الآن"، وإن وقف إطلاق النار يجب مراقبته وقياسه على الأسس الموضوعية.وقال المسؤول الأمني إن السكان "بحاجة إلى أن يشعروا ويقرروا متى يكون الأمر آمنا" للعودة إلى منازلهم.(رويترز)