في وقت تشهد سوريا تحولات سياسية مهمة يصل رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية في أول زيارة خارجية له بعد توليه المنصب. وتأتي هذه الزيارة في ظل مجموعة من التطورات المحلية والدولية التي تهم الوضع السوري بما في ذلك الاعتراف الرسمي بتجاوزات من قِبل عناصر الأمن السوري التي أدت إلى وفاة محتجزين داخل السجون السورية. المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إنه وثق قتل 13 معتقلا داخل سجون إدارة العمليات العسكرية جميعهم من أبناء محافظة حمص.تعذيب وقتلمن جانبه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن المرصد وثّق عمليات قتل وتعذيب داخل السجون السورية الخاضعة لسيطرة الإدارة العسكرية الجديدة، لافتا إلى أن بعض هذه الانتهاكات اعترفت بها الإدارة السورية وقالت إنها ستحاسب من قام بارتكاب هذه الانتهاكات والتي تمثلت في عمليات قتل واعتداءات جسدية، خصوصا في محافظة حمص. وفي مقابلة له مع برنامج "في الواجهة" الذي تقدمه الإعلامية جمانة النونو، على قناة "المشهد" أشار عبد الرحمن إلى أنهم يقومون بتوثيق هذه الانتهاكات حتى يتم وقفها خصوصا أن هؤلاء الأشخاص تم قتلهم بدون أي ضابط أو معيار. وأضاف مدير المرصد السوري "حتى وإن كان هؤلاء الناس أيديهم ملوثة بالدماء لا يمكن أن يتم قتلهم خارج القانون"، مؤكدا ضرورة إجراء محاكمات لكل من تورط في قتل السوريين وارتكب جرائم بحق الشعب السوري. وردًا على سؤال حول احتمالية أن تقوم جهات بتضخيم ما يجري من انتهاكات في البلاد، قال عبد الرحمن، إنه بالفعل هناك بعض الجهات مثل إيران و"حزب الله" يقومون بتضخيم بعض الحوادث التي تقع في سوريا ولكن الشعب السوري يقف أمام هذه المحاولات. وأكد ضرورة وقف الانتهاكات التي تقع بحق السوريين حتى لا يتم استغلالها من قبل أطراف محسوبة على النظام السوري السابق، لافتا إلى أن غياب العدالة في البلاد قد تؤدي إلى زيادة عمليات القتل الانتقامية.محاكمات عسكريةبدوره، قال الكاتب والباحث السوري بسام السليمان، إن ما جرى من انتهاكات هي جرائم مستنكرة ويجب العمل على عدم تكرارها، لافتا إلى أن أي عملية قتل خارج القانون يجب أن يتم تجريمها ووقفها. وأضاف السليمان في مقابلة مع "المشهد" أن هناك مجموعة من الأسباب تقف خلف هذه الظاهرة تتعلق بحكم مستبد استمر لنحو 50 عاما ما أدى إلى قتل إحساس الإنسان بأدميته، مشيرا إلى أن النظام السوري استغل مكونات الشعب ضد بعضها البعض. وأوضح السليمان أن سوريا تمر بظروف غير طبيعية وبالتالي على الإدارة السورية أن تتخذ مجموعة من المسارات لمنع هذه الانتهاكات وعلى رأسها : وضع عقوبات رادعة للأشخاص المتورطين في عمليات القتل.إعطاء دورات سريعة لمن يقومون بعمليات ضبط الأمن في البلاد خصوصا أن قوات من الجيش السوري هي التي تقوم بعمليات ضبط الأمن وليست قوات شرطية.تعزيز قيمة الإنسان لدى المجتمع السوري، وتعزيز فكرة المواطنة وسيادة الدستور.وأشار إلى أن الإدارة الجديدة تمارس السلطة منذ 7 سنوات ولكنها في الوقت الحالي غير قادرة على بسط سيطرتها على كل المناطق في سوريا وبالتالي تتم الاستعانة ببعض العسكر من أبناء المناطق المحلية، مشددا على ضرورة أن يتم وضع قوانين عسكرية لمحاكمة الأشخاص المتورطين في جرائم قتل خارج إطار القانون.جدول زمنيفي السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية الدكتور إيلي الهندي، إن التجربة السورية هي تجربة جديدة تقوم بكل ما يجب عليها أن تقوم به أمام العالم فهي تتكلم بما يريد العالم أن يسمعه ولكن التنفيذ متأخر بعض الشيء. وأضاف الهندي في مقابلة مع "المشهد" أنه لم يتم بعد اتخاذ إجراءات عقابية بحق من قاموا بانتهاكات في سوريا، مشيرا إلى ضرورة وضع جدول زمني قصير للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى انتخاب مؤسسات رسمية ودستورية في البلاد. وحذر من طول أمد المرحلة الانتقالية بقوله "كلما طالت المرحلة الانتقالية فقدت السلطة الدعم الدولي ونفد صبر الناس على الانتهاكات"، لافتا إلى ضرورة أن يتم انتقاء الشخصيات التي تتولى مناصب قيادية في سوريا وإشراك جميع أبناء الشعب السوري.(المشهد)