الاستخبارات الروسية والتركية تقوم بعملية التخطيط للقاء مرتقب بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره السوري بشار الأسد، وهو ما أثار الجدل أيضا بشأن مكان انعقاده.أفادت تقارير إعلامية جديدة بأن الرئيس التركي سيلتقي نظيره السوري الشهر المقبل على أقصى تقدير، إلا أن المفاجأة جاءت هذه المرة بالمكان.فقد ذكرت التقارير أن اللقاء قد يكون الشهر المقبل قرب بلدة كسب الساحلية السورية عند معبر حدودي بين البلدين.لقاء إردوغان الأسدصحيفة تركية مقربة من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم أكدت هذه المعلومات، وقالت إن أجهزة الاستخبارات في أنقرة ودمشق عقدت اجتماعات حاسمة خلال الشهر الماضي، لافتة إلى أن رئيس الاستخبارات الروسية كان قد زار تركيا مؤخرا والتقى نظيره التركي لتحضير القمة بين الرئيسين. بدوره قال الكرملين، إن روسيا ترغب في أن تحسن تركيا وسوريا علاقتهما، فيما أكدت صحيفة "صباح" التركية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون وسيطا في المحادثات بين الرئيسين.ومن الجدير ذكره، أن القطيعة بين البلدين تعود إلى بداية النزاع في سوريا عام 2011، حين قدمت أنقرة دعما أساسيا للمعارضة السياسية والعسكرية السورية، كما شنت منذ عام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الأكراد. بالتوازي، تمكنت القوات التركية بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها، من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا، في حين تشترط دمشق الانسحاب التركي الكامل لإجراء أي مفاوضات.مساع سورية لإنجاح اللقاءوفي هذا الشأن، قال عضو مجلس الشعب السوري الدكتور محمد خير العكام في مداخلة لبرنامج "المشهد الليلة" المذاع على قناة "المشهد" إن "دور الدولة السورية في موضوع تحسين العلاقات المرتقبة بين سوريا وتركيا واضح جدا، إذ قدمنا قائمة من المتطلبات لإنجاح مثل هذا اللقاء، وجاء ذلك على لسان السيد الرئيس في 15 يوليو".وأضاف العكام: "صحيح أنه لا يتم الإعلان بالعادة عن الاجتماعات ذات الطابع الأمني بين الجانبين السوري والتركي، ولكن أعتقد أن اللقاءات بين الطرفين تحصل مؤخرا، خصوصا وأن ترتيب اللقاء على مستوى الرؤساء لا بد أن تسبقه لقاءات تحضيرية". وتابع العكام قائلا: "ما يريده الجانب التركي حاليا لقاء سريعا، لقاء يتخطى فيه كل العقبات التي كانت موجودة، ولكن لم يحدث اللقاء حتى هذه الساعة لأنه بحاجة إلى تحضير كبير وإلى ترتيب الأولويات، بالتالي إذا كان لا بد من حصول اللقاء المرتقب بين إردوغان والأسد، لا بد أن تسبقه اجتماعات بين قادة أمنيين وحكوميين".وختم العكام: "نريد إقامة علاقات طبيعية مع تركيا.. منفتحون بشكل كبير لإعادة العلاقات مع الجانب التركي لمصلحة البلدين، وهناك قناعة متبادلة بين الطرفين فيهذا الشأن، مع ضرورة الالتزام التركي بالانسحاب من الأراضي السورية، وإحلال تدريجي للقوات السورية في هذه المناطق واستلام كل المعابر وفق جدول زمني يتفق عليه".روسيا والتقارب السوري التركيمن جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول الدكتور سمير صالحة لـ"المشهد الليلة": "لقد طرح منذ مطلع شهر يوليو الجاري أكثر من سيناريو وأكثر من خطة تمهيدا للقاء المرتقب بين سوريا وتركيا، سواء أكان طابعا أمنيا استخباراتيا، أو سياسيا دبلوماسيا، يعني كل هذا يشير أن عجلة التقارب بين الطرفين تتسارع بشكل لافت".وأضاف صالحة: "سيلعب الكرملين من دون شك في هذا الملف دورا بارزا، إذ إن الجهود الروسية خلال الأسابيع الماضية وخصوصا بعد زيارة الرئيس السوري الأخيرة إلى موسكو، أظهرت أن لروسيا رغبة كبيرة في حصول هذا التقارب بين تركيا وسوريا".وتابع صالحة قائلا: "التحرك الروسي هو الذي يذهب باتجاه تذليل كل العقبات بين البلدين، واللقاءات المكثفة تؤكد أن هناك أكثر من سيناريو يناقش لتفعيل الحوار بين الأسد وإردوغان".وأردف صالحة قائلا: "القيادات التركية أكدت احترامها لسيادة الأراضي السورية مرارا وتكرارا، وأكدت أيضا أن هدف أنقرة ليس البقاء في الأراضي السورية، وهذا يعكس انفتاح تركيا بشكل كبير للانسحاب من الأراضي السورية بشكل تدريجي".(المشهد)