يبدو أنّ الحديث عن الملف النووي الإيراني سيعود من جديد إلى الواجهة، بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأميركية.وبحسب تقرير لصحيفة "إيكونومسيت"، العام الماضي كان مؤلمًا جدًا بالنسبة لإيران، حيث: توفي رئيسها في حادث تحطّم مروحية.استُهدفت أراضيها مرتين بصواريخ إسرائيلية قضت على أبرز منشآتها للدفاع الجوي والصواريخ. انهار 3 من حلفائها الإقليميين، وهم نظام بشار الأسد في سوريا و"حزب الله" في لبنان و"حماس" في غزة. قلق عالمي من برنامج إيران النوويإلى ذلك، وفي أواخر العام الماضي، كانت إيران تنتج شهريًا نحو 7 كغ من اليورانيوم المخصب إلى 60%، على مرمى حجر من درجة إنتاج سلاح نووي، وهي نشبة تكفي لصنع نحو قنبلتين نوويتين سنويًا، إذا تم تخصيبهما بشكل أكبر. أما اليوم، تقوم إيران بتركيب أجهزة طرد مركزي أكثر تقدمًا، وتقوم أيضًا بتغذية البعض منها باليورانيوم المخصب إلى مستويات أعلى.وفي هذا الشأن، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لصحيفة "إيكونوميست": "السعة تزداد بمقدار 7 أضعاف، ولا يوجد أي تبرير لاستخدام مدني معقول لكل هذا الإنتاج".من جهتها، علقت إيران برنامجها الرسمي للأسلحة النووية في العام 2003، لكنها واصلت العمل المتعلق بالأسلحة. وترك مقتل محسن فخري زاده، الفيزيائي النووي، في العام 2020 والذي اتهمت إسرائيل بقتله، فراغًا لا يستطيع أي شخص ملؤه فيما يتعلق بأنشطة الأسلحة.ويقول مصدر إسرائيلي إن "هناك الآن ما لا يقل عن 5 أو 6 فخري زاده ويصعب الوصول إليهم"، ويُعتقد أن بعض الوحدات في برنامج إيران تجري أبحاثًا دون إخبار القادة في البلاد، وفي المقابل، لا يُعتقد أن إيران لديها أي مواقع تخصيب سرية، لكن هناك مخاوف من أنها تخزن أجهزة طرد مركزي غير معلنة لاستخدامها لاحقًا.مأزق كبيروبحسب التقرير، يود الكثيرون في إسرائيل ضرب المواقع النووية الإيرانية، لمنعها من اقتناء قنبلة نووية. وكان إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، قد دعا ذات مرة إلى مثل هذا الإجراء، إلى جانب سياسيين إسرائيليين سابقين جادلوا أيضًا، بأن برنامج إيران النووي متقدم للغاية اليوم، ومدفون بعمق بحيث لا يمكن معرفة تفاصيله.ويصر مسؤولون إسرائيليون آخرون، على أنه لا يزال بإمكانهم إحداث أضرار جسيمة بملف إيران النووي، إذا ساعدت أميركا إسرائيل في توفير القنابل الضرورية لخرق أقبية طهران النووية، فضلًا عن توفير المعلومات الاستخباراتية. من جهته، قال ترامب بإصرار: "لا يمكن لإيران أن تمتلك سلاحًا نوويًا، إنهم متعصبون ومتشددون". وفي غضون ساعات من توليه منصبه، أقال ترامب برايان هوك، المسؤول المتشدد الذي كان مبعوثًا لإيران في ولايته الأولى، ثم سحب الحماية الأمنية من هوك ومايك بومبيو، وزير خارجيته السابق، وكلاهما كانا هدفين لتهديدات اغتيال إيرانية بسبب قرار ترامب قتل الجنرال الإيراني قاسم سليمان في العام 2020.ويقول التقرير إن "ترامب يفضل استئناف الضغط الأقصى على إيران، من خلال زيادة العقوبات وفرضها عليها".من جانبهم، القادة في إيران واقعون في مأزق كبير، حيث أن فقدان مخزونات إيران من الصواريخ والدفاعات الجوية وتدمير قدرة حلفائها الإقليميين، يعني بالنسبة لها أن الخيار النووي بات ضروريًا أكثر من أي وقت مضى.لكن هذه العوامل تعني في الوقت نفسه، أنهم في وضع سيئ فيما يخص مواجهة التداعيات إذا اندفعوا أكثر نحو إنتاج قنبلة نووية، خصوصًا أن الجواسيس الإسرائيليين أظهروا قدرتهم الكبيرة على اختراق إيران، خلال العام الماضي. (ترجمات)