تقع حرب غزة في قلب أزمة إقليمية مشتعلة بالفعل وكانت على وشك التفاقم في الأيام الأخيرة، والتي شهدت ضربات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتي تمثل انعكاسا لجهود إسرائيل في القضاء على حركة "حماس" الفلسطينية، حسبما يذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست". ومع تصاعد الضربات مؤخرا، يُحذّر الخبراء من أن سوء التقدير البسيط يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة بسرعة، حيث يقول خبير شؤون الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية جوست هلترمان: "إنهم يلعبون لعبة خطيرة للغاية. أي سوء تقدير، أو سوء فهم، أو أي ضربة عرضية يمكن أن تؤدي إلى تصعيد كبير". ويشير البعض إلى أن الصراع الإقليمي جار بالفعل. وفي الشهر الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمام لجنة برلمانية إن إسرائيل تدافع عن نفسها في حرب "متعددة الساحات" تتجاوز غزة والضفة الغربية. إليكم كيف توسعت الأزمات في الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر، بحسب "واشنطن بوست": هجوم حماس والحرب في قطاع غزة هاجمت "حماس" إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص. وسرعان ما ردت إسرائيل بهجوم هائل على غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وفقًا لوزارة الصحة في غزة، وترك معظم الأراضي الفلسطينية الصغيرة في دمار. امتداد التوترات إلى الحدود مع لبنانأثارت مسألة ما إذا كان "حزب الله" قد ينضم إلى حرب "حماس" ضد إسرائيل تكهنات واسعة النطاق منذ 7 أكتوبر، رغم أن الجماعة المسلحة انخرطت في ضربات محدودة عبر الحدود وامتنعت عن القيام بأعمال عدائية كاملة. وفي 2 يناير الجاري، قُتل مسؤول كبير في "حماس" في غارة جوية في بيروت حملت بصمات عملية قتل مستهدفة نفذتها إسرائيل. وصالح العاروري هو أعلى مسؤول في "حماس" يُقتل منذ 7 أكتوبر. وقد حذر المسؤولون الإسرائيليون من أنهم سيستهدفون مسؤولي "حماس" الذين يعيشون على المستوى الدولي، رغم أنهم لم يعلنوا مسؤوليتهم المباشرة عن مقتل العاروري. وقُتل العاروري في الضاحية الجنوبية بالقرب من بيروت ويعتبر معقلا لـ"حزب الله". وقال أمين عام الحزب حسن نصر الله في خطاب ألقاه في 3 يناير، إنه سيكون هناك "رد وعقاب" على اغتيال العاروري. وفي أواخر ديسمبر الماضي، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن رضا موسوي، المسؤول الكبير في الحرس الثوري الإسلامي في البلاد، قُتل في غارة جوية في دمشق. ووُصف موسوي بأنه زميل سابق لسليماني، القائد العسكري الإيراني الذي قتلته الولايات المتحدة قبل سنوات. وتقول مديرة برنامج حوارات حل النزاعات في معهد الشرق الأوسط راندا سليم، إن وفاة موسوي كانت ضربة أكبر من العاروري لـ"حزب الله" وإيران. هجمات الميليشيات في العراق والرد الأميركي قُتل قائد ميليشيا مرتبطة بإيران في بغداد في أوائل يناير في غارة جوية أميركية نادرة وسط العاصمة العراقية. وكان الهدف في غارة 4 يناير، نائب قائد العمليات في منطقة بغداد لميليشيا حركة النجباء مشتاق طالب السعيدي "أبو تقوى". وكانت هذه الميليشيا قد أعلنت مسؤوليتها عن عدة هجمات على القوات الأميركية في العراق منذ 7 أكتوبر، وهي جزء من موجة أوسع من الهجمات الأخيرة التي تهدف إلى إجبار الولايات المتحدة على إنهاء وجودها في العراق. وحركة النجباء هي جزء من تحالف من الجماعات المدعومة من إيران المعروفة باسم قوات الحشد الشعبي والتي عملت مع الجيش العراقي لهزيمة تنظيم "داعش" بعد أن سيطر على جزء كبير من البلاد في عام 2014. وكانت ميليشيات الحشد الشعبي وراء ما لا يقل عن 131 هجوماً على القوات الأميركية في البلاد منذ 17 أكتوبر، وفقاً لإحصائيات أميركية، مما يمثل تصعيداً كبيرا وأدى إلى جولات من الانتقام. وبشكل منفصل، أطلق الحرس الثوري الإيراني، الأسبوع الماضي صواريخ على ما قال إنه موقع تجسس إسرائيلي في منطقة كردستان العراق شبه المستقلة، والذي استخدمه الموساد للتخطيط لأعمال "إرهابية" ضد إيران. ونفى المسؤولون العراقيون والأكراد هذا الادعاء، ووصف رئيس الوزراء العراقي الهجوم على أربيل بأنه "عمل عدواني ضد العراق". وقال مسؤولون أكراد إن 4 مدنيين قتلوا وأصيب 6 آخرون في الهجوم الذي وقع بالقرب من مبنى القنصلية الأميركية قيد الإنشاء على مشارف أربيل.هجمات "الحوثيين" في البحر الأحمر شن المتمردون "الحوثيون" في اليمن العديد من الهجمات على السفن التجارية التي تمر بالبحر الأحمر منذ 7 أكتوبر. وقد دفعت الهجمات المنتظمة على الطريق التجاري الرئيسي بعض شركات الشحن الكبرى إلى تجنب مضيق باب المندب. ورداً على هذا، شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها هجمات على أهداف لـ"الحوثيين" في اليمن خلال الأسبوعين الماضيين. وقال مسؤولون أميركيون إن الهجمات تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية للتنظيم، وخاصة مواقع الصواريخ. ومنذ سيطرتهم على العاصمة اليمنية في عام 2014، أصبح "الحوثيون" أحد حلفاء إيران الأكثر قدرة واستقلالية في المنطقة. ويقول المحللون إنه من خلال تعطيل الشحن، فإنهم يجذبون مؤيديهم المحليين ويثبتون أنفسهم كأقران للجماعات الأكثر رسوخا مثل "حزب الله". إيران تشن هجمات عابرة للحدود تأثرت إيران أيضًا بالعنف على أراضيها هذا الشهر، حيث أدى انفجاران مزدوجان في مدينة كرمان بوسط البلاد إلى مقتل ما لا يقل عن 95 شخصًا كانوا يزورون مسقط رأس سليماني لإحياء ذكرى وفاته. وفي وقت لاحق، أعلنت الجماعة الأفغانية التابعة لتنظيم "داعش"، على وسائل التواصل الاجتماعي، مسؤوليتها عن هجوم 3 يناير. ويقول خبير شؤون الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية جوست هلترمان: "داعش يكره إيران أكثر مما تكره إسرائيل إيران". وردت إيران بضربات على ما قالت إنها مواقع لتنظيم "داعش" في سوريا الثلاثاء. وفي اليوم التالي، قالت إيران إنها نفذت ضربة أخرى عبر الحدود على "جيش العدل"، وهي جماعة مسلحة في باكستان. وهو الأمر الذي ردت عليه إسلام أباد بتنفيذ هجمات داخل الأراضي الإيرانية ضد جماعة انفصالية. وحتى الآن، لم تضرب إسرائيل إيران بشكل مباشر منذ 7 أكتوبر، على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين أشاروا إلى أنهم سيفعلون ذلك إذا اتسع الصراع. ومع ذلك، يقول المحللون إنه من غير المرجح أن تتراجع إيران عن دعمها لـ"حماس" وحلفائها الإقليميين الآخرين. وتقول مديرة برنامج حوارات حل النزاعات في معهد الشرق الأوسط راندا سليم: "إن أي حدث من هذا القبيل في حد ذاته لن يؤدي إلى الحرب. لكن كلما تراكمت هذه الاغتيالات، وبدأت تحدث الواحدة تلو الأخرى. انتقلنا إلى حرب أكبر وأوسع". (ترجمات)