مع بدء العدّ التنازلي لانتخابات الرئاسة الأميركية، يجد 3.7 ملايين صوت انتخابي للعرب والمسلمين في أميركا، أنفسهم أمام خيار صعب، فتعاطي إدارة الرئيس جو بايدن مع حرب غزة، واستمرار تجاهلها لدعوات الجاليات العربية والمسلمة في أميركا جعل كثيرا من العرب المتعاطفين مع الديمقراطيين يعيدون حساباتهم السياسية، في حين فضل آخرون الانتقام من الحزب الديمقراطي ومرشحته كامالا هاريس بالتصويت لدونالد ترامب.كريم واحد من الأميركيين ذوي الأصول العربية والخلفية الديمقراطية، يرى في حديثه مع منصة "المشهد" أن نطاق الحرية التي كان يضمنها الحزب الديمقراطي للعرب والمسلمين في أميركا لم يعد لها معنى بعد حرب غزة. ويضيف كريم: "كنت في الأول أحس بأنني أريد أن أكون ديمقراطيا، لأنهم منفتحون وكل واحد يهتم بشأنه، إنما الآن والحمد لله وبعد الحرب لا أريد هذا ولا ذاك ولا أريد أن أنتخب بصراحة لأنني غاضب". لا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لخميس كرزون، أحد الأميركيين العرب المقيمين في ولاية بنسلفانيا الذي يعتقد أن المقاطعة سلاح ذو حدين، وستكون نتيجتها سلبية على العرب لكنها ستخدم الجاليات العربية، ويفسر خميس بقوله لـ"المشهد": "ممكن تكون النتيجة سلبية بالنسبة لنا في الوقت الحاضر، لكن على المدى الطويل ستصلح وستسمح لنا وللمشرعين الأميركيين بالسير في الاتجاه الصحيح".صوت العرب.. ورقة ضغط وأسهمت بعض الولايات المتأرجحة التي تضم مجتمعات عربية ومسلمة كميشيغن وبنسلفانيا في فوز بايدن عام 2020، وأحدثت فارقا يراه بعض المتابعين ورقة ضغط لا يمكن تفويتها.وكشف إحصاء أجرته مجموعة Emgage أن حوالي 1.1 مليون ناخب من أصل عربي ومسلم شاركوا في انتخابات عام 2020 وكان لمشاركتهم أثر كبير في فوز بايدن على ترامب.ففي ولاية بنسلفانيا التي تعد واحدة من الولايات المتأرجحة شارك فيها ما يقارب 125 ألف ناخب مسلم في الانتخابات وفاز فيها الرئيس الحالي الذي شارفت ولايته على الانقضاء جو بايدن بـ81 ألف صوت. ويرى بعض الناخبين العرب في ولاية بنسلفانيا أن انتخابات 2024 هي فرصة يجب اقتناصها بالتفاوض مع الديمقراطيين حول سياسات الإدارة الحالية أو المقبلة في حال فوز هاريس نظير ملفات تعد أولوية عربية أهمها القضية الفلسطينية. ويعتقد صاموئيل كتاب - أميركي من أصل عربي - أن خيار المشاركة ووضع الأصوات العربية فوق طاولة التفاوض قد يدفع بالأولوية العربية نخو آفاق جديدة. ويضيف كتاب لـ"المشهد": "الآن لدينا فرصة، لأن هناك تضامنا من المجتمع الأميركي، هؤلاء المتضامنين داخل الحزب الديمقراطي وليس الجمهوري، فهؤلاء الأفراد والمؤسسات والشعب الذين نتعامل معهم دعنا نستفيد منهم ومعهم ونخاطب مسؤولي الحزب الديمقراطي ونقول لهم: "يا ناس خطابكم الحالي يختلف عن الخطاب الماضي فيجب عليكم تثبيت هذا الخطاب".دعم ترامب نكاية في بايدنفي مدينة فيلادلفيا أكبر مدن ولاية بنسلفانيا وواحدة من مواطن الجالية العربية، انقلب فيها بعض الناشطين السياسيين العرب على الديمقراطيين، وقرروا دعم دونالد ترامب كعقاب للحزب الديمقراطي ونكاية في سياسة إدارة بايدن تجاه العرب. محمد أبو الحلو هو واحد من المؤثرين في الصوت العربي، قرر المضي قدما في دعم المترشح الجمهوري دونالد ترامب، معتبرا أن المجتمع العربي تعرض لخيانة من الديمقراطيين. ويردف أبو الحلو وهو أميركي من أصل عربي: "نحن رأينا خيانة نوعا ما من الحزب الديمقراطي، ففوز ترامب في هذه الانتخابات نحن مستعدون لتقبله كشخص سيئ جدا لجاليتنا العربية فقط لنعاقب الحزب الديمقراطي لأربع سنوات المقبلة ليعرف قوتنا ومدى صوتنا وربما يحسن وضعه في المستقبل معنا". غياب موقف موحد لم تستطع الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة على اختلاف أصولها من صياغة موقف موحد من الانتخابات المقبلة، وهذا بحد ذاته موقف صعب، تتحتم عنه خيارات أصعب، لن تصب في مصلحة الصوت العربي، وتجعله غير مؤثر بشكل كبير خصوصا في الولايات المتأرجحة رغم أن معظم الجاليات العربية يتناغم موقفها من الإدارة الحالية.(المشهد - واشنطن)