حذّر مسؤولو المخابرات الأميركية في يوليو الماضي من أنّ إيران تهدف لإثارة الخلاف المجتمعيّ وتقويض محاولة الرئيس السابق دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، وهو تكرار لتدخّلها الإلكتروني قبل 4 أعوام.ولا يزال مسؤولو المخابرات وخبراء التضليل غير متأكدين من خطط إيران الدقيقة في هذا الخصوص، حيث أكد مكتب التحقيقات الفدرالي أنه يحقّق في الاشتباه باختراق قراصنة إيرانيين لحملة بايدن هاريس التي كانت أيضًا هدفًا لهجوم سيبراني. كان من الممكن أن يمنح المتسللين حق الوصول إلى وثيقة فحص أعدت لحملة جي دي فانس، نائب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي تم إرساله إلى المنظمات الإخبارية من قبل شخص يعرف نفسه فقط باسم "روبرت". وفي رسالة بريد إلكتروني وصلت إلى "واشنطن بوست"، اقترح هذا الشخص أن وصوله إلى وثائق حملة ترامب كان مختلفًا عن جهود القرصنة الإيرانية، فيما يحاول مسؤولو إنفاذ القانون الفيدراليون تحديد ما إذا كان الحدثان مرتبطان. وخلصت حملة ترامب إلى أن المتسللين أخذوا وثائق عدة، بما في ذلك المتعلقة ببعض القضايا المالية. في يوليو، عندما كان الرئيس جو بايدن المرشح المفترض، أخطر مكتب التحقيقات الفيدرالي فرق حملته القانونية والأمنية أنه تم استهدافه من قبل "طرف أجنبي" يؤثر على الحملة.وقال مسؤول في الحملة "ما زلنا على اتصال مع سلطات إنفاذ القانون المناسبة. لدينا تدابير قوية للأمن السيبراني، ولسنا على علم بأيّ خروقات أمنية لأنظمتنا ناتجة عن تلك الجهود". وأكد متحدث باسم البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة أن الحكومة "لا تمتلك ولا تحمل أي نية أو دافع للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية". نشاط سيبرانيويقول مسؤولو المخابرات إنّ طهران عمدت منذ فترة طويلة لتقويض ثقة الجمهور الأميركي في الانتخابات وتفاقم الاستقطاب السياسي. وقال مدير وكالة الأمن القومي السابق بول ناكاسوني "لا ينبغي أن نتفاجأ على الإطلاق بأن الإيرانيين يحاولون التأثير على العملية الانتخابية. هذا شيء فعلوه سابقًا". وقال أحد كبار ضباط المخابرات الأميركية السابقين الذين راقبوا عمليات النفوذ الأجنبيّ، إنّ إيران حافظت على اهتمام ثابت وعالي بوقف حملة ترامب "من خلال الجهود السيبرانية وغيرها". وأشار باحثون في مركز تحليل التهديدات التابع لشركة مايكروسوفت، والذي أبلغ في أغسطس الحالي عن الاستهداف الإيراني لحملة سياسية أميركية، إلى أن إيران قد زادت بشكل كبير "نشاطها السيبراني الضار في 90 يومًا الماضية".وقالوا في رسالة بالبريد الإلكتروني إن هذا المستوى من النشاط يعكس ارتفاع النشاط السيبراني الإيراني قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وحث خبراء بضرورة توخي الحذر وتحدثوا عن مدى النشاط السياسي الإيراني الضار في الوقت الحاضر وأنه "يستحق العقاب". وقال المدير المؤسس لمعهد فاندربيلت للدفاع الوطني والأمن العالمي، ناكاسون "لا ينبغي لأي دولة أجنبية أن تعتقد أنها تستطيع محاولة التأثير على أمتنا". من جانبهم، لم يُبد مسؤولو حملة ترامب قلقًا بشكل خاص من التسوية المحتملة لاتصالاتهم. ووجد الباحثون أدلة على عمليات النفوذ الإيراني المحتملة. مواقع إيرانية سرّيةفي تقريرها الأخير، سلطت "مايكروسوفت" الضوء على 4 مواقع إلكترونية، قالت الشركة إن إيران تديرها سراً، تتنكر كمنفذ إخباريّ شرعي نشر مقالات حول مواضيع مثيرة للجدل بما في ذلك الانتخابات الرئاسية والحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة. وقال الأستاذ وخبير الاختراق في جامعة كليمسون باتريك وارن، الذي درس محاولات إيران للتأثير على الخطاب السياسي عبر الإنترنت، إن المقالات تبدو مصممة لتلبية الإقناع والتفضيلات السياسية المختلفة. أحد المواقع التي حددتها مايكروسوفت، يسمى "سافانا تايم"، يدّعي أنه "منصة للأصوات المحافظة" مقرها في مدينة جورجيا الساحلية. ويزعم الموقع نفسه أنه نشر مقالات كتبها مايكل بارون، وهو مؤلف وصحفي محافظ معروف وكبير المحللين السياسيين في واشنطن.(ترجمات)