قد تغير حادثة مقتل عشرات الفلسطينيين في شارع الرشيد بمدينة غزة خلال عملية توزيع مساعدات غذائية، مسار الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" وفقا لتحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. ويرى التحليل أنه "سواء كان الحادث عرضيا أم لا، فإن "الكارثة" التي وقعت شمال غزة الخميس ستكون لها تداعيات بعيدة المدى على الجهود المبذولة للتفاوض على وقف إطلاق النار، وقد تثير الغضب على جبهات أخرى". وذكرت الصحيفة أن التفسيرات الإسرائيلية لما حدث تأخرت 10 ساعات ومن المشكوك فيه أن تقنع أحدا، مضيفة أن ما وصفتها بـ"أهوال يوم الخميس" من شأنها تأجيج الأوضاع في ساحات أخرى مثل الضفة الغربية.وبحسب تقديرات مختلفة يعيش حاليا في شمال قطاع غزة نحو ربع مليون نسمة يتنقلون بين المنازل والبنى التحتية والمباني العامة التي دمرتها الحرب، في محاولة للعثور على مأوى آمن بطريقة أو بأخرى والحصول على الغذاء لأنفسهم ولعائلاتهم. وعلى النقيض من جنوب قطاع غزة، فإن سيطرة "حماس" في الشمال ضئيلة جدا فيما تسود الفوضى معظم أنحاء المنطقة، وفقا للصحيفة.الرواية الإسرائيليةتناول كاتب التحليل كلتا الروايتين الفلسطينية والإسرائيلية بشأن الحادث، وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي ذكر أن الكارثة وقعت عندما حاصر حشد من الفلسطينيين شاحنات المساعدات، وفي حالة من الارتباك، أصيب أو قُتل العشرات بسبب التدافع أو دهس الشاحنات لهم.بعد ذلك، حاصر حشد كبير من الفلسطينيين وحدة صغيرة من الجيش الإسرائيلي، قبل أن تفتح دبابة إسرائيلية النار لتخليص نفسها.ووصف متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية سقوط القتلى الفلسطينيين أثناء توزيع المساعدات قرب مدينة غزة بأنه "مأساة".وأضاف الكاتب أن التحقيقات الأولية للجيش الإسرائيلي أشارت إلى أن معظم الضحايا سقطوا نتيجة "التجمهر" وأن عددا صغيرا فقط منهم وقع نتيجة إطلاق النار من قبل الجنود. الرواية الفلسطينيةبالمقابل ذكرت السلطات الصحية في غزة أن أكثر من 110 أشخاص قتلوا وأصيب 280 جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار باتجاه حشد كان ينتظر للحصول على مساعدات قرب مدينة غزة.وفقا للكاتب فإن هذا الوضع يمكن أن يتكرر على نطاق أوسع في المستقبل عندما تصبح الفوضى في غزة أكثر حدة، في وقت لا توجد تسوية سياسية من شأنها تهدئة المشاعر قليلا وسط محاولات لفرض النظام هنا وهناك.ويرى الكاتب أن الخطر الأكبر يتمثل حاليا في تزايد الفوضى واليأس في غزة مع اقتراب شهر رمضان بالتزامن مع احتمالات تأجج المشاعر في مناطق أخرى أيضا، كالضفة الغربية، على خلفية حادثة الخميس.وفي السيناريو الأكثر تشاؤما من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن إسرائيل قد تواجه مطلبا دوليا شاملا وأكثر إصرارا على وقف إطلاق النار حتى من دون التوصل لحل ولو جزئيا بشأن الأسرى، بحسب الكاتب.كذلك يشير الكاتب إلى وجود قلق حقيقي في واشنطن في أن المواجهة مع "حماس" قد تتحول لحرب إقليمية، الأمر الذي سيعرض مصالح الإدارة وحتى حياة الأميركيين للخطر.وأثار مقتل الفلسطينيين خلال عملية توزيع مساعدات في مدينة غزة موجة تنديد واسعة من دول غربية وعربية كرّرت الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وطالب بعضها بتحقيق. وقتل أكثر من 100 فلسطيني وأصيب نحو 800 شمال قطاع غزة الخميس أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات عند دوار النابلسي شمال القطاع الذي يواجه مجاعة في ظل الحصار الإسرائيلي، مع توالي الأنباء عن وفاة أطفال جراء الجفاف وسوء التغذية.(ترجمات)