مع تواصل العمليات العسكريّة الإسرائيليّة في قطاع غزّة، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعيّ باللغة العربية، صورة قيل إنّها تُظهر ثلاث متطوّعات في الجيش الإسرائيليّ من أصل أوكراني، تعرّضن للاغتصاب من زملائهنّ على مدى شهر أثناء الحرب الجارية في قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر. لكنّ هذه الصورة في الحقيقة منشورة قبل أكثر من عقد من الزمن على أنّها لمجنّدات في الجيش الإسرائيلي آنذاك.وتظهر في الصورة 3 شابات بلباس عسكريّ.وجاء في التعليقات المرافقة إنهنّ من أصل أوكرانيّ تطوّعن بعد السابع من أكتوبر الماضي في الجيش الإسرائيلي، حيث تعرّضن لاغتصاب على مدى أسابيع.وسجّل هذا المنشور تداولًا واسعًا على مواقع التواصل وخصوصًا "فيسبوك" و"إكس".اتهامات بالعنف الجنسيومنذ هجوم حركة "حماس" الذي لم يسبق له مثيل على إسرائيل في السابع من أكتوبر، كثُر الحديث عن اعتداءات جنسيّة نُسبت لكلا الطرفين.فسرعان ما اتّهمت إسرائيل حركة "حماس" بارتكاب عمليات اغتصاب لنساء إسرائيليات، وذلك في هجومها الذي أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصًا غالبيّتهم من المدنيّين.وفي الرابع من مارس الجاري، أورد تقرير للأمم المتحدة صدر أنّ ثمة "أسبابًا وجيهة للاعتقاد" أنّ أعمال عنف جنسي، بينها عمليات اغتصاب، ارتُكبت خلال هجوم "حماس"، من دون تحديد عددها، وهو ما نفته الحركة الفلسطينيّة.في المقابل، وفي اليوم نفسه، دعت خبيرات حقوقيات أمميّات إلى إجراء تحقيق مستقلّ في انتهاكات إسرائيلية يُشتبه بأنها ارتُكبت بحق نساء وفتيات فلسطينيات، بما في ذلك القتل والاغتصاب والاعتداء الجنسي، في قطاع غزّة وفي الضفّة الغربيّة المحتلة، وهو ما نفته إسرائيل.لكنّ أيّ تقرير عمّا تضّمنه المنشور لم يصدر عن أيّ مصدر ذي صدقيّة، علمًا أنّ تقارير إسرائيلية تحدّثت في أوقات سابقة عن اعتداءات جنسيّة وقعت بين الجنود بحقّ مجنّدات.حقيقة الصورةإزاء ذلك، أرشد التفتيش عن الصورة على محرّكات البحث أنّها منشورة على مواقع التواصل وعلى مواقع تُعنى بالشؤون العسكريّة في سنوات طويلة سابقة، ما ينفي أن تكون هؤلاء الشابات قد تطوّعن في الجيش الإسرائيليّ بعد السابع من أكتوبر، حيث تعرّضن للاغتصاب، مثلما ادّعت المنشورات.وبحسب بيانات موقع "TinEye"، يعود نشر هذه الصورة على شبكة الإنترنت إلى العام 2009.(أ ف ب)