قال عضو الحزب الجمهوري الأميركي بشار جرار إنّ هناك فارقًا ما بين الحديث خلال الحملات الانتخابية وبين الحديث من داخل البيت الأبيض.وأكد جرار في تصريح لقناة "المشهد" أن هناك فارقًا بين الإدارة الأولى والإدارة الثانية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لافتا إلى أنه يبدو الأخير أكثر واقعية في إدارته المقبلة وأكثر جرأة على التحرك ربما بشيء غير مسبوق في السياسة الخارجية. وأوضح أنه لا يوجد أي جمهوريين بالمطلق، مبينا أن مسألتين تحكمان هذا الأمر، الأولى كيف يؤدي ترامب السياسة الخارجية عبر الأدوات والتوجهات، والثانية تتعلق بحرب أوكرانيا بصفتها شهدت انقساما كبيراً في الداخل الأميركي بما في ذلك الحزب الجمهوري. ولفت جرار إلى أن الأغلبية بالحزب الجمهوري هي مع ترامب خصوصا بعد نتائج الانتخابات، كما أن الرئيس المنتخب لا يريد أيّ حرب تستنزف الاقتصاد الأميركي في المقام الأول وهو لا يريد أيضا جرّ البلاد إلى مواجهة بالنيابة عن منظومة دولية يعتقد أنها غير عادلة وهي الناتو والاتحاد الأوروبي.وبيّن أن ترامب معني بالعودة إلى الجذر الأساسي بالموضوع وهي العلاقات الثنائية، وهو يرى أن هناك تفاهمًا بينه وبين بوتين، كما لا يرى أنّ الاتحاد الروسي وريث للاتحاد السوفياتي، وبالتالي ليس لديه عقدة "السوفيات". واعتبر أنّ ترامب يرى بأنّ السياسة الخارجية الأميركية يجب أن تحوّل روسيا إلى شريك في صنع السياسات منها الساحة الأوروبية. وأكد جرار أنّ هناك مبالغة في الحديث أن هذا الوعد يمكن أن يتحقق في 24 ساعة، مبينًا أن الإشارات وصلت خصوصًا وأنّ الرئيس الأوكراني بات يغير من خطابه. تغيير النظام في أوكرانيابدوره، قال عضو مجلس الدوما الروسي السابق سيرغي ماركوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتفهّم أن ترامب يريد تحقيق السلام، لأسباب عدة أولها الحرب التي بدأت منذ أعوام عدة. وأكد في تصريحات لقناة "المشهد" أن ترامب يعتقد أن فرض عقوبات قاسية على روسيا كان خطأ كبيرا من جانب الرئيس جو بايدن لأن ذلك أثّر على الاقتصاد والتكنولوجيا في أميركا. وحول ما الذي يريده بوتين من الاجتماع المرتقب مع ترامب، قال ماركوف إن المهم بالنسبة لروسيا هو تغيير النظام في أوكرانيا ووقف القمع السياسي هناك.ما مصلحة أميركا؟ وقال جرار إنه عند الحديث عن غرينلاند وعن كندا وعن بنما، فإن ترامب وجه رسائل متكررة وكلها ستصب عملياً في التفاوض في ملف أوكرانيا. ولفت إلى أن ترامب كان ضد تغيير النظم بالقوة بالشرق الأوسط، وكان معارضاً للحرب في العراق وأفغانستان ويقول "هذه ليست قضيتي. فما بالك إن وصل الأمر لمحاولة تغيير نظام الحكم في روسيا؟". وأوضح جرار أن ترامب يُذكّر الاتحاد الأوروبي والناتو أن العقوبات آذت الاتحاد الأوروبي والناتو أكثر من غيرهما. ولفت إلى أن ترامب يتساءل "ما مصلحة أميركا في استنزاف اقتصادها؟". وأكد جرار أن ترامب لا يريد "رؤوساء حامية" تحول العلاقة الأميركية الروسية إلى "ندية"، مبينًا أن الرئيس المنتخب يتحدث من واقع اقتصادي خصوصًا وأنّ الاتحاد الأوروبي لا يراعى المصالح الأميركية. تراجع في أوروبا وأكد ماركوف أن بوتين وترامب لم يصلا إلى شروط واضحة لوقف حدّ للحرب والتي بدورها قد تضمن عدم الدخول في حرب نووية. وقال "ترامب وبوتين قد يتفقان ويقولان إنه ليس هناك أيّ سبب ربما لضخّ المزيد من الأموال للنظام الأوكراني". ملامح الاتفاق وحول النقاط الأساسية التي سيقدمها ترامب لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، أكد جرار أن النقطة الأكثر أهمية هي أن ترامب سيقول بصوت واضح بأنه ضدّ انضمام أوكرانيا للناتو. وفي النقطة الثانية، لفت إلى أنها تتمثل بالقضاء على كل ما يهدد أمن روسيا والولايات المتحدة، مبينًا أن روسيا لن تنسحب من الأراضي التي تم التصويت عليها باعتبارها جزءًا من الاتحاد الروسي. وقال جرار إنه من الناحية الواقيعة سيكون نوعا من ترسيم الحدود والتفاوض بشكل يتم تقديم نوع من الحماية الأوروبية لأوكرانيا التي لا تصل إلى عضوية الحلف أي "التعهد بضبط الأمن". العودة إلى الديمقراطية قال ماركوف إن روسيا لا تؤمن أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو قد يؤمّن المنطقة وإنما قد يؤدي إلى حرب نووية.وأضاف أن الجنود الأوروبيين موجودين في أوكرانيا وإرسالهم إلى هذه المنطقة هو ضد القرار الروسي الذي يتمثل في نزع السلاح من أوكرانيا وعدم انضمامها إلى الناتو. واعتبر ماركوف أن الظروف الأفضل لكييف هي العودة إلى الديمقراطية ووضع حدّ للنظام الأوكراني.(المشهد)