فتاة تبلغ من العمر 11 عاماً تعاني حروقا في الأنسجة العميقة لدرجة تصلب أطرافها، طفل يبلغ من العمر سنة واحدة تعرض لبتر ساقه، ولا يزال يرتدي حفاضته الملطخة بالدماء.هذه هي المشاهد داخل مستشفى شهداء الأقصى في غزة، كما وفق ما نقلته الدكتورة سيما الجيلاني، التي كانت تعمل في أقسامه وفي غرف العمليات ضمن وفد طبي من لجنة الإنقاذ الدولية التابعة لمجموعة المساعدات الإنسانية لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.ويعتبر مستشفى الأقصى الواقع في دير البلح وسط قطاع غزة "أهم مستشفى متبق في المنطقة الوسطى بغزة"، بحسب رئيس منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس. لكنه كانت في قلب أعمال العنف المتصاعدة في الأسابيع الأخيرة، مع اشتداد القتال بين الجيش الإسرائيلي وحماس في المنطقة المحيطة.حتى يوم الإثنين، قام نحو 70% من العاملين في مجال الصحة بإخلاء المستشفى، بما في ذلك جيلاني وفريقها. وبعد ظهر الأربعاء، أصابت غارة جوية إسرائيلية مبنى من طابقين بالقرب من مدخل المستشفى، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل، وفقا لمسؤولين في المستشفى. والآن، هناك قلق بالغ على أولئك الذين ظلوا في أرض المستشفى، مع احتدام القتال وتدهور الأوضاع بشكل أكبر.فوضى عارمةوفي الأسابيع الأخيرة، اكتظ المستشفى بالمدنيين الذين يبحثون عن مأوى داخله. وتصارعت العائلات والنساء الحوامل والأطفال للحصول على مساحة وسط الفوضى.ووفقا للجيلاني، فإن العديد من الطاقم الطبي المحلي في المنشأة ينامون في الموقع. ويقضي البعض ليلتهم "في البحث عن الطعام والماء"، بينما يضطر آخرون إلى إجلاء عائلاتهم من منطقة إلى أخرى. وتتذكر أنها رأت أفرادًا من طاقم العمل يتعرفون على بعض القتلى والجرحى باعتبارهم أشخاصًا يعرفونهم.وأضافت جيلاني: "بصفتي طبيب أطفال، زرت العديد من مناطق الصراع، ومناطق الحرب النشطة، وأفغانستان، والعراق، وأماكن أخرى"، متابعة "هنا شعرت بالصدمة والفزع الشديد إزاء عدد الأطفال والرضع الذين اضطررت إلى الاعتناء بهم نتيجة للقصف والغارات الجوية."وقال تيدروس إن الوكالة التابعة للأمم المتحدة "تلقت تقارير مثيرة للقلق عن تزايد الأعمال العدائية وأوامر الإخلاء المستمرة بالقرب من مستشفى الأقصى الحيوي... والتي، بحسب مدير المنشأة، أجبرت أكثر من 600 مريض ومعظم العاملين في المجال الصحي على المغادرة".وقال إن الأقصى "يجب أن يظل عاملاً ومحميًا لتقديم خدماته المنقذة للحياة".(ترجمات)