كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن عمليات التدخل في مسار الانتخابات الرئاسية الأميركية أصبحت أكثر تعقيدًا وأكثر صعوبة في التتبع على العكس من المرات السابقة التي كانت عبارة عن منشورات تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي.وذكرت الصحيفة أن المعلومات المضللة من الخارج - وخصوصا من روسيا والصين وإيران - نضجت وتحولت إلى تهديد ثابت وخبيث، حيث تختبر البلدان وتكرر وتنشر تكتيكات أكثر دقة، وفقًا لمسؤولي الاستخبارات والدفاع الأميركيين وشركات التكنولوجيا والباحثين الأكاديميين.وأكدت أن القدرة على التأثير حتى على عدد صغير من الأميركيين يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الانتخابات الرئاسية، والتي تعتبرها استطلاعات الرأي عمومًا سباقًا متقاربًا.وفقًا لتقييمات الاستخبارات الأميركية، تهدف روسيا إلى تعزيز ترشيح الرئيس السابق دونالد ترامب، بينما تفضل إيران منافسته نائبة الرئيس كامالا هاريس، ويبدو أن الصين ليس لديها نتيجة مفضلة، وفق الصحيفة.تضليل في كل مكانولفتت الصحيفة إلى أن روسيا كانت المهندس الرئيسي للتضليل المتعلق بالانتخابات الأميركية في عام 2016، وركزت منشوراتها إلى حد كبير على "فيسبوك". وقالت "والآن، تشارك إيران والصين في جهود مماثلة للتأثير على السياسة الأميركية، وتنشر الدول الثلاث جهودها عبر عشرات المنصات، من المنتديات الصغيرة حيث يتحدث الأميركيون عن الطقس المحلي إلى مجموعات المراسلة التي توحدها المصالح المشتركة".حاول العملاء الروس أيضًا دعم ترامب على منصة "رابت" ومجالس المنتديات المفضلة لدى اليمين المتطرف، مستهدفين الناخبين في 6 ولايات متأرجحة جنبًا إلى جنب مع الأميركيين من أصل إسباني ولاعبي ألعاب الفيديو وغيرهم ممن حددتهم روسيا كمتعاطفين محتملين مع ترامب، وفقًا لوثائق داخلية كشفت عنها وزارة العدل في سبتمبر، وفقا للصحيفة.محتوى أكثر استهدافًابحسب التقرير، لا تستهدف المعلومات المضللة الجديدة التي تروجها الدول الأجنبية الولايات المتأرجحة فحسب، بل وأيضًا مناطق محددة داخلها، ومجموعات عرقية ودينية معينة داخل تلك المناطق. وكلما كانت المعلومات المضللة أكثر استهدافًا، زادت احتمالية نجاحها، وفقًا للباحثين والأكاديميين الذين درسوا حملات التأثير الجديدة.قالت مديرة الأبحاث في معهد الحوار الوطني الإستراتيجي ميلاني سميث: "عندما يتم تصميم المعلومات المضللة خصيصًا لجمهور معين من خلال استغلال مصالحهم أو آرائهم، فإنها تصبح أكثر فعالية. في الانتخابات السابقة، كنا نحاول تحديد ما سيكون عليه السرد الكاذب... هذه المرة، كانت الرسائل الاستقطابية الدقيقة هي التي تشعل التوتر".وقال المحلل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ماكس ليسر "استهداف إيران للسكان العرب والمسلمين في ميشيغان يُظهر أن إيران لديها فهم دقيق للوضع السياسي في أميركا وتتحرك ببراعة لجذب فئة سكانية رئيسية للتأثير على الانتخابات بطريقة مستهدفة".اتبعت الصين وروسيا نمطًا مشابهًا، ففي منصة "إكس" هذا العام، نشرت وسائل الإعلام الحكومية الصينية روايات كاذبة باللغة الإسبانية حول المحكمة العليا، والتي قام المستخدمون الناطقون بالإسبانية على "فيسبوك" و"يوتيوب" بتداولها بشكل أكبر.قال خبراء في التضليل الصيني إن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي غير الأصلية المرتبطة ببكين أصبحت أكثر إقناعًا وجاذبية.دور الذكاء الاصطناعيوعززت التطورات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي قدرات التضليل إلى ما هو أبعد مما كان ممكنًا في الانتخابات السابقة، مما يسمح لوكلاء الدولة بإنشاء وتوزيع حملاتهم بمزيد من الدقة والكفاءة.وأفادت شركة "OpenAI"، التي قامت أداة "ChatGPT" الخاصة بها بترويج التكنولوجيا، هذا الشهر أنها عطلت أكثر من 20 عملية أجنبية استخدمت منتجات الشركة بين يونيو وسبتمبر. وشملت جهودًا من جانب روسيا والصين وإيران ودول أخرى تهدف إلى نشر الدعاية أو التضليل على وسائل التواصل الاجتماعي.وقالت مديرة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية جين إيسترلي "يتم استخدام القدرات لتفاقم التهديدات التي توقعناها والتهديدات التي نراها إنهم يخفضون بشكل أساسي من مستوى قدرة الجهات الفاعلة الأجنبية على إجراء حملات تأثير أكثر تعقيدًا".(ترجمات)