عندما ترغب لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية والمعروفة باسم "أيباك"، وهي المجموعة المؤيدة لإسرائيل الأكثر نفوذاً في الولايات المتحدة، في استخدام قوتها، فإنها تستعين بمواردها الكبيرة لنشر إعلاناتها السلبية ضد المشرعين الذين يعارضون أجندتها، وعندما تريد لجنة الأصدقاء للتشريع الوطني، من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، ترويج رسالتها، تلجأ جماعات الضغط التابعة لها في الشرق الأوسط إلى تكتيكات عدة وإرسال رسائل حول مخاوفهم مع أعضاء الكونغرس.وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن الصدام لافت للنظر بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بلجنة الأصدقاء، التي تتوافق مواقفها المناهضة للحرب مع جزء كبير من يسار الحزب الديمقراطي، ولكنها تتعارض مع سياسة إدارة بايدن في أعقاب الهجوم الذي شنته "حماس" وتواجه معارضة شديدة من اليمين في الولايات المتحدة. وأكدت أن "أيباك" التي تأسست قبل نحو 70 عاماً لتعزيز مصالح إسرائيل في الولايات المتحدة، "هي قوة طاغية". في العام الماضي، أعلنت ذراعها غير الربحية عن إيرادات تزيد عن 73 مليون دولار. وفي يناير الماضي، أعلنت لجنة العمل السياسي التابعة لها، والتي تدعم المرشحين الذين يتبنون أولوياتها السياسية، عن جمع أموال قياسية، مما يعزز صندوق الحرب البالغ 40 مليون دولار الذي يمكن إنفاقه في محاولة هزيمة المعارضين السياسيين في واشنطن، وهي تحظى بآذان زعماء الكونغرس في كلا الحزبين. فيما تشكل لجنة الأصدقاء، التي تأسست خلال الحرب العالمية الثانية، جزءًا مما يرقى إلى لوبي السلام في واشنطن. وقال المدير التشريعي لمنطقة الشرق الأوسط في لجنة الأصدقاء حسن الطيب: "من الواضح أننا ننفق أكثر من اللازم، لكنني أعتقد أن النعمة هي أن أفكارنا أصبحت أكثر شعبية". ولكن في حين تشير استطلاعات الرأي إلى أن الدعم الأميركي للتكتيكات الإسرائيلية في غزة يضعف مع تزايد عدد القتلى المدنيين هناك، فإن مجموعات مثل لجنة الأصدقاء وائتلافها الذي يضم أكثر من 80 مجموعة ذات تفكير مماثل، بما في ذلك "مسلمون أميركيون من أجل فلسطين"، و"الصوت اليهودي من أجل السلام" و"منظمة التحرير الفلسطينية" و"الكنيسة الأسقفية"، تكافح من أجل الحصول على قوة دفع لرسالتها في واشنطن.وقف فوري للحربوبينما يسعى الكونغرس جاهداً لتوفير المزيد من المساعدات لإسرائيل، تضغط لجنة الأصدقاء وحلفاؤها السياسيون من أجل وقف فوري لإطلاق النار، والمزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة، ومواصلة تمويل القوات الأميركية. وكتب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في مذكراته لعام 2020: "أعضاء كلا الحزبين قلقون بشأن تجاوز لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية". تُركز جماعات السلام إلى حد كبير على تضخيم نفوذها لدى الديمقراطيين ذوي الميول اليسارية، ولكنها تأمل في كسب المزيد من المعتدلين على طول الطريق.وفي الآونة الأخيرة، حثّت لجنة الأصدقاء وغيرها من جماعات السلام على دعم القرار الذي قدمه السيناتور بيرني ساندرز، لفحص سجلّ إسرائيل في مجال حقوق الإنسان قبل تقديم التمويل الإضافي للدفاع قيد المناقشة الآن. وأظهر استطلاع للرأي أجرته الصحيفة في ديسمبر، أن 44% من المستطلعين يعتقدون أن إسرائيل يجب أن توقف حملتها العسكرية في غزة، بينما يعتقد 39% أن إسرائيل يجب أن تستمر فيها. وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز أميركي لأبحاث الشؤون العامة في يناير الماضي، أن 50% من البالغين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الحرب "ذهبت إلى أبعد من اللازم"، بينما قال 46% إنها إما كانت "على حق" أو "لم تذهب بعيداً بما فيه الكفاية".(ترجمات)