في عام 2009، عندما عاد بنيامين نتانياهو إلى السلطة للمرة الثانية كرئيس لوزراء إسرائيل، وهو المنصب الذي شغله بشكل شبه مستمر منذ ذلك الحين، واجه تغيرًا كبيرًا في المنطقة، إذ تمّ انتخاب "حماس"، في قطاع غزة قبل 3 سنوات، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.منذ البداية، تعهدت "حماس" بتدمير إسرائيل، وفي حملته الانتخابية عام 2009، تعهّد نتانياهو بتدمير "حماس". وما حدث بدلًا من ذلك، كان عقدًا ونصف العقد من التعايش غير المستقرّ، حيث وجدت حكومات نتانياهو المتسلسلة وقادة "حماس"، أنّ بعضهم البعض مفيد لتحقيق أغراضهم الخاصة.نتانياهو والتعايش مع "حماس"لقد استمر هذا التعايش الغريب، من خلال سنوات من التصعيد والتسويات، وآمال الهدوء وفترات من الفوضى، التي لا تزال حتى الآن.ويتعرض قادة "حماس"، بعد توجيه الهجوم الذي أودى بحياة ما لا يقلّ عن 1200 إسرائيلي في 7 أكتوبر، للقصف والمطاردة من قبل الجيش الإسرائيليّ الذي تعهّد بأنّ الحركة لن تحكم غزة مرة أخرى. كذلك يواجه نتانياهو، الذي وافق الشهر الماضي على تقاسم صلاحيات الحرب الطارئة مع منافسه السياسيّ الرئيسي، غضبًا عامًا غير مسبوق، لفشله في منع هجوم أكتوبر، وردّ فعل حكوميّ غير منظم في أعقابه. وتُظهر استطلاعات الرأي أنّ 75% من الإسرائيليّين يطالبونه بالاستقالة الآن، أو استبداله عندما يتوقف القتال.وقال المؤرخ الإسرائيلي آدم راز، الذي أجرى دراسة عن العلاقة بين رئيس الوزراء و"حماس"، إنه "تحالف غريب وصل إلى نهايته، "حماس" لن تكون حكومة غزة، أيضًا يمكننا الافتراض أنّ نتانياهو يقترب من نهاية حياته السياسية".وبدلًا من التركيز على عمليات السلام، ركز نتانياهو على إيران والتهديدات الأخرى، وعلى تطور إسرائيل لتصبح قوة اقتصادية، وفقًا لما ذكره أنشيل فيفر، كاتب سيرة نتانياهو.عام بعد عام، وافقت حكومات نتانياهو المتعاقبة على خطوات كان لها تأثير في تخفيف الضغط على "حماس"، حيث وافقت إسرائيل على إطلاق سراح السجناء بشكل دوري، وتحويل الأموال من قطر لدفع الرواتب العامة في غزة، وتحسين البنية التحتية.وأضاف راز، "في السنوات الـ10 الماضية، عمل نتانياهو على منع أيّ محاولة للقضاء على "حماس" في غزة". ورفض مكتب نتانياهو تقديم أيّ شخص للردّ بشكل رسميّّ على ذلك، لكنّ مسؤولًا حكوميًا كبيرًا تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته، نافيًا أن يكون رئيس الوزراء قد اتّبع سياسة إبقاء "حماس" في السلطة.وقال المسؤول إنه "لا توجد دلائل على تعزيز رئيس الوزراء قدرات "حماس"، على العكس. لقد ضرب الأخيرة بقوة أكبر من أيّ رئيس وزراء في التاريخ، وقاد 3 عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد "حماس" في أعوام 2012 و2014 و2021".استحالة الاقتراع في غزةوفي السنوات الأخيرة، منح كل من نتانياهو والحكومة التي استمرت 18 شهرًا بقيادة أحزاب المعارضة الأقل محافظة، سكان غزة أعدادًا متزايدة من تصاريح العمل في إسرائيل، وقد تجاوز العدد 18000 بحلول 7 أكتوبر. والآن تخضع الاستراتيجية التي تركت "حماس" راسخة في غزة للتدقيق من قِبَل الإسرائيليّين المصدومين. وقد أدى الغضب عبر الطيف السياسيّ إلى دفع دعم نتانياهو إلى أدنى مستوياته التاريخية. ويقول 25% فقط من الناخبين الآن لمنظّمي الاستطلاعات، إنه السياسيّ الأكثر ملاءمة لحقيبة رئاسة الوزراء.وفي غزة، حيث لم تجرِ الانتخابات منذ عام 2006، فإنّ قياس الدعم لـ"حماس" هو أكثر صعوبة. قبل الحرب، كان الخوف من انتقام "حماس" سببًا في إبقاء الانتقادات الموجهة للنظام هامشية إلى حدّ كبير. والآن، فإنّ الاضطرابات الهائلة الناجمة عن القصف والنزوح، تجعل إجراء الاقتراع شبه مستحيل. وتُظهر بعض الاستطلاعات الأخيرة استمرار الدعم لـ"حماس"، مع تزايد الغضب تجاه إسرائيل خلال الهجوم العسكريّ المستمر.(ترجمات)