شهدت سوريا تطورات كبيرة في الأيّام الأخيرة، حيث استطاعت فصائل المعارضة تحقيق تقدم ميدانيّ في شمال البلاد. فقد سيطرت المعارضة على مناطق واسعة في ريف إدلب وريف حلب الغربي، وتمكنت من دخول مدينة حلب نفسها، حيث فرضت سيطرتها على معظم أحيائها، بما في ذلك قلعة حلب وساحة سعد الله الجابري. في الأثناء، أطلق "الجيش الوطنيّ السوري" عملية فجر الحرية. فما هي؟ ما هي عملية فجر الحرية؟ وسط هذه التطورات، أطلق "الجيش الوطني السوري"، المدعوم من تركيا، عملية عسكرية أطلق عليها اسم "فجر الحرية". تهدف العملية بشكل أساسيّ إلى إحباط مهمة "حزب العمال الكردستاني" (PKK) وذراعه العسكريّ في سوريا، "وحدات حماية الشعب الكردية" (YPG)، الرامية لإنشاء "ممر" يربط بين مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي ومناطق سيطرتهم في شمال شرق سوريا. وفق ما نقلت وسائل إعلام عن مصادر أمنية، فقد استغل التنظيم الدعم الذي قدمته قوات النظام السوريّ عندما طلبت مساعدتهم خلال معاركها ضد المعارضة في حلب. ومع تقدم المعارضة، سلمت قوات النظام مناطق من حلب إلى "وحدات حماية الشعب"، التي بدورها زادت من تعزيزاتها العسكرية هناك، متطلعة إلى تحقيق أهدافها الإستراتيجية. بدأت عملية "فجر الحرية" بخطوات سريعة ومباغتة، حيث تمكن "الجيش الوطنيّ السوري" من قطع طريق الرقة - حلب، ما حال دون استكمال مشروع "الممر". هذه الخطوة العسكرية تعدّ ضربة إستراتيجية للتنظيمات المعارضة، وأفشلت مخططاتهم التي كانت تعتمد على ربط مناطق سيطرتهم لتأمين خطوط إمداد ودعم مستمرة.منطقة تل رفعت تعدّ مدينة تل رفعت نقطة ساخنة في المشهد السوريّ منذ عام 2016، حيث سيطرت عليها "وحدات حماية الشعب" بدعم جوي روسي، ما أجبر نحو 250 ألف مدنيّ على النزوح نحو الحدود التركية. ومنذ ذلك الحين، يستخدم التنظيم المدينة كقاعدة لشن هجمات على مناطق المعارضة في إطار عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، بالإضافة إلى استهداف المناطق السكنية والقوات التركية. مع تصاعد التوترات، تعمل "وحدات حماية الشعب" على تعزيز وجودها في المدينة عبر تعاون مشترك مع النظام السوري، رغم محاولات "الجيش الوطني السوري" إنهاء هذا الوضع من خلال عملياته المتواصلة.(المشهد)