اندلعت الحرب بين إسرائيل و"حزب الله"، وامتدت إلى مناطق أوسع سواء في لبنان أو إسرائيل، لكن يخشى الفلسطينيون أن يستغل رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو الحرب على الجبهة اللبنانية وتركيز الأنظار عليها، للبدء في تنفيذ مخطط ضم الضفة وتهجير عدد كبير من الفلسطينيّين منها ومن قطاع غزة أيضًا، الذي هدد بجعل شماله منطقة عسكرية لن يسمح للسكان بالعودة إليه. تفريغ الضفة الغربيةوفي هذا الشأن، قال الوزير الفلسطينيّ السابق الدكتور نبيل عمرو لبرنامج استوديو العرب على قناة ومصنة "المشهد": "في ما يتعلق بسياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيّين التي من ضمنها بالتأكيد التهجير، يحلم الإسرائيليون برؤية الضفة الغربية، إن لم تكن مفرغة من السكان، قليلة السكان، وكذلك الأمر في ما يتعلق بغزة، لكن في الواقع كلما توغلنا في الزمن، كلما أصبحت هذه الأمنية الإسرائيلية قريبة من المستحيل".وتابع عمرو قائلًا: "لا أعتقد أنّ هناك إمكانية جدية في أن ينجح نتانياهو أو أيّ حكومة أخرى، سواء هذا العام أو بعد أعوام عدة، في تفريغ الضفة الغربية وقطاع غزة من سكانه، وذلك يعود لأسباب عديدة أهمها": أولًا، الفلسطينيون أنفسهم لديهم الإمكانيات القوية للبقاء والثبات على أرضهم، وخصوصًا في الضفة الغربية وفي غزة، ثانيًا، الجوار الذي يفترض أن يتم تهجير الفلسطينيّين إليه، والذي يرفض بالمطلق هذه الفكرة، لأنّ هذا يعني حل مشكلة اليمين الإسرائيليّ على حساب دولتين عربيّتين تقيمان علاقات موضوعية جدًا مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة.معضلة أساسيةوأردف عمرو بالقول: "من الطبيعي أنّ التخوف من لجوء الإسرائيليّين إلى تفريغ الضفة وغزة من السكان قائم، خصوصًا أنّ هؤلاء السكان يشكلون المعضلة الأساسية بالنسبة لإسرائيل أمام عدم القدرة على ابتلاعهم، ولكن بالوقت نفسه أنا متأكد تمامًا وأتكلم من منطلق أنني إبن الضفة وأعيش فيها، أنّ إمكانية نجاح هذه الرغبة الإسرائيلية تكاد تكون مستحيلة". وأضاف عمرو: "التضييق على الاقتصاد ودفع الشباب الفلسطينيّين إلى التفتيش عن عمل خارج الضفة وغزة، هو في صلب المخطط الإسرائيلي، بمعنًى آخر هناك أنواع عدة من التهجير، منها على وجه الخصوص، التهجير الداخلي، بمعنى أنهم يفرغون ما يعتبرونه بؤر المقاومة الفاعلة في مناطق معينة من الضفة الغربية، من خلال تدميرها وتفريغها من السكان وتخريب البنية التحتية فيها، وهذا ما يقوم به الجيش الإسرائيليّ عمليًا الآن، ولكن هذا لا يعني أنهم سينجحون في جعل الفلسطينيّ يغادر المخيم إلى منطقة أخرى، ويتخلى عن المقاومة، وبالتالي هم أيضًا يعانون من التشبث الفلسطيني".وختم عمرو قائلًا: "إسرائيل مختبئة وراء القدرة التدميرية العالية التي تمتلكها، فهي ترسل الطيران حيثما أرادت، ووصلت إلى الحُديدة في اليمن، وفي دقائق معدودة تصل إلى أيّ هدف على الجبهة الشمالية، وهي تعتمد على قوة النار، ولكنها لم تنتبه لنقطة مهمة جدًا، وهي أنّ القضية الفلسطينية تتقدم على الصعيد الدولي، وتتقدم بمعنى أنّ العالم أصبح يرى أنه إذا أردت استقرارًا في الشرق الأوسط، فلا بدّ من حل قضية الفلسطينيّين الذين أصبح عددهم داخل الوطن فوق 16 مليونًا، وحتى لو أنكرت إسرائيل ذلك، فهي تدفع الثمن باهظًا من خلال توقف الاستثمارات فيها وهروب الناس منها".(المشهد)