هزّت مدينة ليبية واقعة غرب العاصمة طرابلس انفجارات ضخمة في ساعة مبكرة من صباح أمس، وفتح انفجار مدينة زليتن الباب العديد من الأسئلة حول تواجد الميليشيات المسلحة في المناطق المأهولة بالسكان. وتسبب الانفجار في هلع سكان المنطقة المحيطة، إذّ كشفت تقارير صحفية محلية من ليبيا أن الانفجار كان ناتجًا عن انفجار مخزن للذخيرة والأسلحة التابعة لميليشيا مسلحة موجودة في المنطقة. ودخلت ليبيا في دوامة الاضطرابات الأمنية منذ العام 2011، عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق معمر القذافي، حيث تنتشر الميليشيات المسلحة في شتى أرجاء البلاد، كما أنها كانت ملاذًا آمنا للجماعات الإرهابية.ولعبت الانقسامات السياسية الحادة بين الفصائل السياسية المختلفة في ليبيا في تفاقم الأزمة المتواصلة منذ سنوات وحتى الآن، فيما يرى محللون سياسيون ليبيون أنّ هناك فئة في البلاد من مصلحتها أن تستمر الأوضاع كما هي عليه الآن، لأنهم يعلمون أن التوّصل إلى حل سياسي للأزمة في البلاد معناه انتهاء مستقبلهم السياسي.انفجار مدينة زليتن اليوم وبحسب وسائل إعلام، فإن الانفجار الذي هزّ مدينة زلتين، لم يتسبب في وقوع خسائر بشرية بين السكان، ولكنه تسبب في حدوث أضرار في البنايات القريبة من موقع الانفجار. وطوقت سيارات الإسعاف وقوات الحماية المدنية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا موقع الحادث، ولكنها التزمت الصمت ولم تصدر أي جهة رسمية بيانًا تكشف فيه تفاصيل وأسباب الحادث. وأمام الصمت الحكومي، يجد المواطنون الليبيون أنفسهم أمام مخاطر عدة تتعلق باستتباب الأمن في بلادهم، خصوصًا وأن التوصل إلى حل سياسي يستتبعه انتخاب مؤسسات دستورية تحكم البلاد حلمًا يرونه بعيدًا. وخلال الأسابيع الماضية تفاقمت الخلافات بين البرلمان الليبي ومجلس الدولة عقب إقرار الميزانية العامة للبلاد، فيما رأى محللون سياسيون لمنصة "المشهد" أن الخلاف في ظاهره التوافق على الميزانية ولكن في جوهره هو رغبة الأطراف السياسية المختلفة في عدم الوصول إلى اتفاق سياسي ينهي حالة التردي التي طالت البلاد لأكثر من عقد. (المشهد)