مؤتمر الحوار الوطني في سوريا من دون "قسد"، هذا ما أعلنته اللجنة التحضيرية للمؤتمر مؤخرًا، مُبررة هذا القرار بأن "قسد" لا تمثل جميع سكان المنطقة الشرقية وأن الدعوات ستوجه بناء على معايير وطنية بعيدًا عن الأسس الدينية أو العرقية أو الكيانات المحددة.وتعليقًا على هذا القرار، أعلن مجلس سوريا الديمقراطي "مسد" عن قلقه إزاء تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر، مشيرا إلى أنها تعكس توجهات سياسية واحدة وتفتقر إلى التمثيل العادل والشامل لمكونات الشعب السوري.مؤتمر الحوار الوطنيواعتبر المجلس أن ذلك يعدّ إقصاءا واضحا وانتهاكا للشراكة الوطنية وانتهاجا لسياسات التهميش. كما شدد على ضرورة مشاركة جميع الأطياف السياسية في العملية الانتقالية.يأتي هذا التوتر في وقت حساس تمر به سوريا، حيث يعلّق كثيرون آمالهم على الحوار الوطني كخطوة نحو تحقيق الاستقرار في البلاد بعد سنوات من الحرب والنزاعات.في المقابل، يحذّر محللون من أن هذا الإقصاء قد يؤدي إلى تصعيد عسكري في المناطق الشمالية والشرقية من البلاد خصوصا إذا شعرت هذه المكونات أنها مستهدفة ومهمشة في العملية السياسية.يأتي هذا البيان في وقت لا تزال المفاوضات جارية بين الإدارة السورية الجديدة وقوات قسد التي لم تسلم سلاحها حتى الآن، بل تقصف مناطق سيطرة القوات الموالية لتركيا في حلب.حسن الدغيم: الإقصاء غير واردفي التفاصيل، قال المتحدث الرسمي باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في سوريا، حسن الدغيم، إن كلمة إقصاء غير واردة في الحوار الوطني بسوريا، لافتا إلى أن الحوار يتضمن جميع الشرائح السياسية في البلاد.وأضاف في مقابلة مع برنامج "المشهد الليلة" على قناة "المشهد" أنه ليس من ضمن أولويات الحوار الوطني التحدث مع الفصائل والقوى العسكرية في البلاد، والتي تتولاها مسارات سياسية أخرى تتعلق بالرئاسة السورية.وأكد الدغيم أن اللجنة التحضيرية تتواصل مع جميع شرائح الشعب السوري والمؤثرين وقادة الرأي للاستفادة من آرائهم والاستماع إلى رؤاهم حول مستقبل البلاد، لافتا إلى أن "مسد" هي الجناح السياسي لقوات "قسد" وبالتالي فاللجنة التحضيرية غير مخولة بالنقاش معهم.وأشار إلى أن الأكراد هم مكوّن أساسي من الشعب السوري وسيكون لهم تمثيل واضح عبر مشاركة نخب سياسية منهم، مبينا أنه سيتم التواصل مع قيادات المجتمع الكردي.وتحدث الدغيم عن وجود خطط للجنة التحضيرية تهدف إلى الاستماع إلى كافة آراء أبناء الشعب السوري بما في ذلك السوريين المقيمين خارج البلاد.إقصاء الأكرادمن جانبه، قال مدير المركز الكردي للدراسات، نواف خليل، إن "قسد" لم تصدر بيان تنتقد فيه عدم دعوتها للحوار الوطني، ولكن البيان صادر عن جهة سياسية وهي المجلس الديمقراطي، لافتا إلى أن استخدام مفردات فضفاضة حول تمثيل كافة أبناء الشعب السوري أمر غير حقيقي.وأشار في مقابلة مع قناة "المشهد" إلى أن قطاعات كبيرة من أبناء الشعب الكردي وكذلك أحزاب قديمة لها مساهمات خلال السنوات الماضية لم تتم دعوتها إلى الحوار، مضيفا "إذا كان المؤتمر سيكون مماثلا للمؤتمرات التي كان يعقدها النظام السابق فنحن بذلك نعيد التاريخ مرة أخرى".وأكد خليل ضرورة إشراك جميع طوائف الشعب السوري في الحوار الوطني وتدشين صفحة جديدة في تاريخ البلاد من خلال كتابة دستور جديد، مشيرا إلى أن استخدام الآليات القديمة في الحوار الوطني أمر يتجاهل التضحيات التي قدمها الشعب السوري خلال العقود الماضية.لا مُحاصصةفي السياق نفسه، قال المحلل السياسي السوري، عباس شريفة، إن الحوار الوطني يهدف إلى إشراك جميع أبناء الشعب السوري وليس دعوة قوى سياسية.وأضاف شريفة في مقابلة مع قناة "المشهد"، "إذا كان الاعتراض على آلية الدعوات فمن المفترض أن يتم دعوة جميع الأطياف السياسية من إخوان مسلمين ويسار وتيارات شيوعية... هذه الائتلافات ليست ممثلة في الحوار الآن... الحوار يهدف إلى الاستماع إلى أبناء الشعب السوري والنخب".وأوضح أن القيادة السورية الجديدة تهدف إلى إجراء حوار وطني من أجل بناء دولة جديدة ليست قائمة على فكرة المحاصصة، مؤكدا ضرورة الجلوس إلى طاولة التفاوض وبحث مستقبل البلاد من أجل الخروج من المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الاستقرار.(المشهد)