بعد أسابيع من مضاعفة ميزانيتها الدفاعية السنوية وتوقيع اتفاقيات دفاعية مع حلفائها الغربيين، واصلت اليابان تحولها العسكري الجديد كليا في سبيل تقويض نفوذ الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، من خلال إجراء أول تدريبات عسكرية مشتركة باستخدام طائرات مقاتلة مع الهند. وذكرت وزارة الدفاع في طوكيو الاثنين، أن الهند أصبحت 5 دولة تجري معها اليابان مثل هذه المناورات الثنائية، بعد الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وألمانيا. وأجرت القوات البرية والبحرية اليابانية في السابق مناورات مشتركة مع نظيراتها الهندية. وكل من اليابان والهند أعضاء في المجموعة الرباعية التي تضم إلى جانبهم الولايات المتحدة وأستراليا، حيث تريد الدول الأربع توسيع انخراطها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي منطقة تسعى الصين إلى توسيع نفوذها فيها. عقيدة دفاعية جديدةفي ديسمبر الماضي، أقرت الحكومة اليابانية مراجعة جذرية لسياستها الدفاعية، حيث وافقت على مضاعفة ميزانيتها الدفاعية السنوية وتوحيد قيادتها العسكرية وزيادة مدى صواريخها، وذلك من خلال:مضاعفة الإنفاق العسكري ليصل إلى 2% تقريبا من الناتج المحلي الإجمالي الوطني بحلول 2027. الحصول على "قدرة للهجوم المضاد" من خلال الاستحواذ على صواريخ بعيدة المدى، وهو تغيير رئيسي في البلد الذي يحظر دستوره السلمي الموضوع بعد الحرب العالمية الثانية خوض حروب.ويدعم الرأي العام الياباني هذه التغييرات التي تشكل تبدلا كبيرا لهذا البلد الذي يعتمد دستورا سلميا أقر غداة هزيمته في نهاية الحرب العالمية الثانية ويمنعه من امتلاك جيش حقيقي. ولا يسمح دستور اليابان السلمي الذي كتبه المحتل الأميركي بعد هزيمة البلاد في نهاية الحرب العالمية الثانية ودخل حيز التنفيذ في 1947، لطوكيو بالحصول على جيش في حد ذاته. اتفاقيات أمنيةإلى ذلك، أجرى رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا جولة دبلوماسية مكثفة مؤخرا، لعدد من حلفاء بلاده في أوروبا وأميركا الشمالية، إذ هيمنت مسألة الدفاع على جدول أعماله، وسط مساعيه لتعزيز العلاقات في مواجهة تنامي الضغوط من الصين.ومن أبرز الاتفاقيات الأمنية الموقعة: توسيع نطاق معاهدات اليابان وأميركا الأمنية المشتركة وإعلان عن نشر وحدة للتدخل السريع من سلاح مشاة البحرية الأميركية "المارينز". توقيع "اتفاق وصول متبادل" مع بريطانيا، بما يتيح قانونيا للطرفين نشر قوات في أراضي كل منهما، بعدما أبرمت اتفاقية مماثلة مع استراليا العام الماضي، وتجري محادثات بشأن اتفاقية أخرى مع الفيليبين.يذكر أن طوكيو ستسهم في تطوير طائرة مقاتلة من الجيل التالي مع بريطانيا وإيطاليا بحلول عام 2035، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي (جي سي ايه بي - غلوبال كومبات إر بروغرام)، كما تعمل على زيادة تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون الدفاعي مع أستراليا.(وكالات)