أصبحت المحادثات بشأن صفقة الأسرى الإسرائيليين بوضع الاستعداد في انتظار رد حركة "حماس" في غزة.وبحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن حركة "حماس" التي لم تتم دعوتها إلى قمة باريس، تتلقى تفاصيل مقترحات الهدنة مباشرة من قطر ومصر. وإذا جاء الجواب إيجابيا، بعد مشاورات بين قيادة الحركة الداخلية في قطاع غزة والقيادة الخارجية في العاصمة القطرية الدوحة، فإن النية هي محاولة رسم اتفاق نهائي في أقل من أسبوعين، أي قبل بداية شهر رمضان. ومع ذلك، هناك بعض الإشارات الإيجابية، مثل الإعلان القطري عن أن شحنة الأدوية التي أعدتها إسرائيل وصلت متأخرة إلى الأسرى، والتسوية المرتقبة التي سيتم بموجبها إطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي يُطلق سراحه في الجولة الأولى من المفاوضات. الاتفاق، بدلاً من الآلاف التي طالبت بها "حماس" في البداية. وقالت الصحيفة أن الضغط العسكري الإسرائيلي في غزة وخان يونس يبدو أنه قد بدأ يؤثر، إلى جانب التهديد بشن هجوم على رفح. وأضافت أن قادة "حماس" ربما يعتقدون أن وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع في المرحلة الأولى من الصفقة الجديدة من شأنه أن يؤدي إلى نهاية الحرب، حتى لو عارضت إسرائيل ذلك. والأحد، أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مقابلة مع قناة "سي بي إس" الأميركية، وقال إنه إذا تخلت "حماس" عن مطالبها، فإن صفقة الأسرى ستمضي قدماً وستؤخر عملية الجيش الإسرائيلي في رفح. علاوة على ذلك، أكد أن احتلال رفح هو الخطوة الأخيرة التي تحتاجها إسرائيل لضمان النصر على "حماس".عقبات أمام الصفقةوأثارت محادثات باريس قضايا أخرى تتعلق بالاتفاق، مثل التطورات في شمال قطاع غزة. ولفتت الصحيفة إلى أن أحد أفدح الأثمان التي دفعتها "حماس" في الحرب هو تهجير معظم السكان الفلسطينيين من الشمال، الذين اضطروا إلى الانتقال جنوباً نحو نهر غزة تحت الضغط الإسرائيلي. ولا تزال الظروف المعيشية في شمال قطاع غزة قاسية للغاية، نظراً للدمار الهائل والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية من جراء هجمات الجيش الإسرائيلي. وفي الوقت الحالي، لا تدخل المساعدات إلى جنوب قطاع غزة إلا من مصر، وقد فُقد أو نُهب معظمها في طريقها شمالاً. وفي الوقت نفسه، ألمح وزير المالية اليميني المتطرف بيتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى أنهما لن يدعما الخطوط العريضة للصفقة المخطط لها. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية الأحد أنها ستنفّذ حملة أمنية واسعة النطاق لضمان تفتيش شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد تفتيشها في إسرائيل. واعتبرت الصحيفة أن هذا أمر خادع، حيث أنه وفي يناير الماضي، قام نشطاء اليمين وبعض عائلات الأسرى بتعطيل جزء كبير من الشحنات إلى غزة. وخلُصت الصحيفة إلى أنه إذا تطورت مواجهة مباشرة بين عائلات الأسرى والحكومة بسبب تأخير التوصل إلى اتفاق من قبل الجانب الإسرائيلي في المستقبل، فقد تسوء الأمور أكثر.(ترجمات)