في كورسك، أصبحت نهاية المغامرة الأوكرانية في روسيا أقرب من أي وقت مضى. وفي مواجهة التقدم السريع للقوات الروسية، قد تخسر أوكرانيا إحدى أدواتها التفاوضية الرئيسية هذا ما تشير إليه تطورات الأوضاع هناك بعد أن استطاعت روسيا استعادة جزء كبير من كورسك.روسيا تستعيد كورسكفبعد ما يزيد قليلاً عن سبعة أشهر من القتال المباشر على أراضي روسيا، تقترب معركة كورسك، التي بدأت الصيف الماضي في أعقاب هجوم مفاجئ شنته أوكرانيا، من نهايتها. وفي يوم الأربعاء 12 مارس، زار فلاديمير بوتين رئيس روسيا قواته في منطقة كورسك وأعلنت موسكو أنها استعادت السيطرة على خمس مناطق، بالإضافة إلى المناطق الاثنتي عشرة الأخرى التي طالبت بها في اليوم السابق، في هذه المنطقة الحدودية حيث كثفت قواتها هجماتها في الأسابيع الأخيرة. ودعا بوتين قواته للعمل إلى استكمال استرجاع روسيا كورسك وإقامة منطقة عازلة داخل منطقة سومي الأوكرانية، المتاخمة لكورسك، لدرء أي توغلات أوكرانية محتملة في المستقبل.وكشف رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف أن القوات الروسية استعادت السيطرة "على أكثر من 1100 كيلومتر مربع" من الأراضي التي احتلها الجيش الأوكراني منذ أغسطس الماضي ما يمثل أكثر من 86 % من المنطقة التي احتلت سابقا. وفي الوقت نفسه، أشار رئيس الأركان الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، الذي كان يريد مع ذلك أن يطمئن قبل يومين، إلى أن قواته كانت تنسحب. ولا يبعث التقدم الروسي على التفاؤل: فحتى الآن لا تسيطر القوات الأوكرانية إلا على ربع الأراضي التي سيطرت عليها في الصيف الماضي. ويأتي هذا الهجوم الروسي المضاد في أسوأ وقت بالنسبة لأوكرانيا في اليوم التالي للمناقشات التمهيدية للمحادثات، التي عقدت في جدة بالمملكة العربية السعودية، بين كييف وواشنطن. وباستعادة روسيا لمنطقة كورسيك يقول مراقبون إن كييف قد تكون فقدت إحدى أدواتها التفاوضية الرئيسية. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال سابقا إن العملية في كورسك ستلعب دوراً "مهماً للغاية" في أي اتفاق دبلوماسي مع روسيا.(المشهد)