عرض عسكري ضخم، سعت القاهرة من خلاله لتجسيد القوة والسيادة المصرية على حدودها في مدينة رفح المصرية. وزارة الداخلية نشرت مقطع فيديو بعنوان "أمنك رسالتنا" شاركت فيه قوات الأمن المصرية للأمن الداخلي وبرزت فيه الآليات العسكرية وهي مدعومة بوحدات "البلاك كوبرا" أحد أقوى التشكيلات الأمنية في مصر والمُلقبة بـ"الأفعى السوداء" لترسم الكوبرا صورة واضحة لقوات الردع على بعد أمتار من قطاع غزة.أمن مصر خط أحمرورأى محللون أنّ هذا المقطع الذي لم يتجاوز الدقيقة رسالة تحذيرية لا تحتمل التأويل لإسرائيل بأنّ أمن مصر خط أحمر لا يمكن تجاوزه وذلك تزامنًا مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن مصر هي من تمنع الفلسطينيين من مغادرة قطاع غزة طوعًا عبر معبر رفح. عقب إصرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على خطته التي تقضي بترحيل الفلسطينيين من القطاع تجاه مصر والأردن رغم الرفض المصري لهذه الخطة في أكثر من مناسبة و تأكيدهم على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولة فلسطينية.رسائل العرض العسكريوفي التفاصيل، قال الخبير الإستراتيجي، اللواء محمد عبد الواحد، إنّ وزارة الداخلية المصرية تضم أفرع مختلفة للأمن من بينها قوات الأمن المركزي التي بدورها تتشكل من عدة قطاعات من بينها قوات الأمن الخاصة، لافتًا إلى أنّ قوات الأمن المصرية تعادل جيوش كثيرة في المنطقة وكان يُعهد إليها بمكافحة الإرهاب منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن. وأشار في برنامج "المشهد الليلة" الذي تقدمه الإعلامية آسيا هشام، على قناة "المشهد" أن العرض العسكري يحمل رسائل كبيرة منها: لماذا قوات الشرطة وليس قوات الجيش؟، لأنه وفقًا لاتفاقية السلام مع إسرائيل تم تقسيم سيناء إلى 4 قطاعات حيث يتضمن القطاع (ج) وهي المنطقة الحدودية لمصر تواجد قوات الشرطة فقط ومن ثم كان العرض لقوات الشرطة.قوات الشرطة ليست بالسهولة التي يتخيلها البعض وبالتالي لديها جاهزية قوية ورسالة إلى المنطقة وإسرائيل بأنه لا مساس بالأمن القومي المصري وهو ما أكده الرئيس المصري في أكثر من مناسبة.توقيت العرض بالغ التعقيد، إذ جاء في وقت بالغ التعقيد وتشهد فيه المنطقة حراكا كبيرًا في ظل حرب مستمرة في غزة ويمين متطرف يحكم إسرائيل وله أطماع في المنطقة ككل وليس في الأراضي الفلسطينية فقط.صراع عسكري بين مصر وإسرائيل؟وألمح عبد الواحد إلى وجود عامل آخر في المعادلة الصعبة التي تشهدها المنطقة وهو عودة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، لافتا إلى أن ترامب يحمل أراءًا متشددة لصالح إسرائيل وهو داعم لها بقوة منذ فترة ولايته الأولى. وأكد الخبير الإستراتيجي على ضرورة أخذ تصريحات ترامب حول مستقبل غزة على محمل الحذر، قائلا "ما يقوله ترامب ليس كلاما ارتجاليا". واستبعد عبد الواحد اندلاع صراع عسكري بين مصر وإسرائيل، لافتا إلى أن الخطاب السياسي الإسرائيلي يحاول التلاعب بالجماهير في هذا الشأن. وقال إن اتفاقية السلام مع مصر هي ضرورية لإسرائيل وليس من السهل انهيارها لأنها أدت إلى استقرار المنطقة على مدار العقود الماضية، وشجعت دول أخرى للمضي قدما في السلام مع إسرائيل.(المشهد)