بعدما اضطروا لهجر منازلهم مع سيطرة "حزب الله" بدعم من الجيش السوري على القصير، بدأ سكان هذه المدينة الواقعة في غرب سوريا عند الحدود مع لبنان العودة إلى ديارهم، لكن معظمهم يجدون منازلهم مدمّرة.قال علي خلف (22 عاما) وهو أحد سكان القصير "أغلب المناطق في مدينة القصير كنا ممنوعين من دخولها. أهلها وناسها الذين كان لديهم محلات ومنشآت داخلها كانوا ممنوعين من الدخول إليها". وأضاف "لأن "حزب الله" كانوا يستخدمونها كمخزن أسلحة وذخيرة، لكن الآن الحمدالله بعد التحرير الكل عاد إلى محله وإلى أرضه. سنعيد إعمارها بإذن الله". وتعرضت المقار السابقة لـ"حزب الله" للتخريب ومزِّقت صور أمينه العام السابق حسن نصر الله الذي قتل في 27 سبتمبر بغارات إسرائيلية ضخمة على الضاحية الجنوبية لبيروت. دمرت معظم المنازل في المدينة جراء عنف الحرب التي امتدت على سنوات. وكان لـ"حزب الله" مراكز أينما كان... في مدرسة ومحطة لضخ المياه ومنشآت أخرى. وفي العام 2013، أعلن الحزب الموالي لإيران أنه تدخل إلى جانب القوات السورية لمساعدتها في مواجهة المسلّحين الذين كانوا يحققون مكاسب ميدانية. ثم استولى على المدينة في يونيو من العام نفسه، وأقام فيها قاعدة عسكرية ومعسكر تدريب.ترك السكان المدينة وتوزعوا في مناطق محيطة بها حيث كان الصراع أقل حدة، كما نزح بعضهم إلى لبنان. وقال أيمن سويد وهو محام يبلغ 30 عاما "تم احتلال مدينة القصير وتهجير سكانها إلى الأرياف (الواقعة) حول مدينة القصير وإلى لبنان".وكثيرا ما كانت المنطقة تُستهدف بالطائرات الإسرائيلية التي كانت تقصف مواقع "حزب الله" في سوريا. لكن بعد سقوط بشار الأسد عقب دخول فصائل معارضة مسلحة بقيادة "هيئة تحرير الشام" إلى دمشق، سارع مقاتلو حزب الله الذي ضعف بشكل كبير بعد القتال مع إسرائيل الذي امتد على أكثر من عام، إلى هجر المدينة. (أ ف ب)