دخل رئيس حزب اليمين المتحد، عضو الكنيست جدعون ساعر، عاصفة سياسية في 12 مارس، عندما أعلن أن حزبه سينفصل عن حزب الوحدة الوطنية بزعامة بيني غانتس.وبدا الإرهاق واضحا على ساعر، عندما دخل إلى مكتبه يوم الأربعاء لإجراء مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست"، وكان الإرهاق مفهوماً نظراً للتقلبات السياسية التي شهدها الوزير السابق خلال الأسبوعين الماضيين.وبحسب ساعر، طلب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو منه الانتظار حتى ما بعد عيد "المساخر"، وعندما فشل رئيس الوزراء في التوصل إلى طريقة لإدخال ساعر إلى حكومة الحرب، أعلن ساعر يوم الاثنين أنه سيترك الحكومة بالفعل، ودخلت استقالته حيز التنفيذ مساء الأربعاء.خطوة الاستقالة "ضرورية"وظهرت تقارير حول اتساع الفجوة بين ساعر وغانتس قبل هجوم "حماس" في 7 أكتوبر، وأكد ساعر أنه كان على استعداد لترك الحزب في وقت سابق، لكنه شعر أن القيام بذلك في زمن الحرب سيكون له نتائج عكسية.وقال ساعر: "للأسف فشلت التجربة"، وأحد الأسباب التي ذكرها هو فشل غانتس في متابعة التزامه بدمج الحزبين في حزب مركزي واحد يدار بشكل ديمقراطي.ووفقا لساعر فإن "الحرب نفسها سلطت الضوء على اختلافات في الرأي حول الأمن والدبلوماسية، لدرجة أن هذه الخطوة أصبحت ضرورية".وأضاف ساعر: "الخروج من الحكومة كان نتيجة الجدل حول ما إذا كانت الحرب تسير في الاتجاه الصحيح". وتابع: "لقد تعرضت لانتقادات خلال الأشهر القليلة الماضية، لكنني كنت على استعداد لمواصلة تحمل المسؤولية ومواصلة انتقاد الحكومة إذا أتيحت لي الفرصة لمحاولة التأثير ومن ثم التغيير".وبين ساعر: "لا يمكنك تحمل المسؤولية إذا لم تكن لديك على الأقل الأدوات اللازمة لمحاولة إحداث تغيير في الاتجاه الصحيح".وانتقد ساعر بشكل خاص ما أسماه "الافتقار إلى الأصوات الناقدة في حكومة الحرب".وقال ساعر، في إشارة إلى غالانت وغانتس وآيزنكوت: "ليس من المنطقي أن يكون 3 من أصل 5 أعضاء في حكومة الحرب جنرالات متقاعدين". وأضاف أن "الجنرالات خبراء في استخدام القوة، لكن ليس لديهم أي ميزة عندما يتعلق الأمر بوضع السياسة والاستراتيجية. إن الحرب ضد "حماس" هي أكثر من مجرد حرب عسكرية، فهي تشمل الدبلوماسية والقضايا الاجتماعية والإعلام".صدام مع الحريديمووفقا لساعر، هناك فرصة حقيقية لأن يتجه التيار الرئيسي في إسرائيل إلى الصدام مع الحريديم.واعترف ساعر بأنه من غير الواقعي تجنيد آلاف الرجال الحريديم على الفور في الجيش الإسرائيلي، وأن الموقف الحريدي يمثل "مشكلة كبيرة". وقال ساعر إن الإسرائيليين يريدون التغيير ليس فقط بسبب الحرب وخطة الحكومة لتمديد الخدمة الإلزامية والاحتياطية في الجيش الإسرائيلي لأولئك الذين يخدمون، ولكن أيضًا بسبب الغضب الذي ولدته 9 أشهر من الاحتجاجات ضد الإصلاحات القضائية للحكومة، والذي أدى بدوره إلى عدم رغبة الإسرائيليين في قبول المناورات السياسية التي كانوا سيقبلونها في الماضي.(ترجمات)