حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "حزب الله" اللبناني، من مغبة الإصرار على عدم سحب قواته من الحدود اللبنانية - الإسرائيلية في إطار اتفاق دبلوماسي، مؤكدًا أنّ ذلك سيعني إعلان حرب بالنسبة لإسرائيل.وأبلغت إسرائيل أميركا خلال الأشهر الماضية بأنها تريد دفع قوات "حزب الله" لمسافة 10 كيلومترات بعيدًا عن الحدود، كجزء من اتفاق دبلوماسيّ لإنهاء التوترات مع لبنان، وضمان عودة الإسرائيليّين إلى البلدات القريبة.وقال غالانت في حوار مع صحيفة وول ستريت جورنال، إنّ حجم وشدة الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل، هزّ بشدة إحساس المواطنين بالأمن، وغيّر بشكل عميق الطريقة التي ينظرون بها إلى العالم من حولهم. وأضاف: "كان يوم 7 أكتوبر هو اليوم الأكثر دموية بالنسبة للشعب اليهوديّ منذ عام 1945. العالم بحاجة إلى أن يفهم. أنّ ما حدث مختلف".وذكر غالانت أنّ خطورة التهديد تكمن وراء شراسة الردّ الإسرائيلي، وتصميمها ليس فقط على تدمير "حماس" المدعومة من إيران، بل على التصرف بقوة كافية لردع الخصوم المحتملين الآخرين المتحالفين مع طهران، بما في ذلك "حزب الله" اللبناني.المرحلة التالية من حرب غزةودافع غالانت بقوة عن سلوك إسرائيل في الحرب، وقدّم تقييمًا للمخاطر التي يقول إنّ بلاده تواجهها، ما يشير إلى صراع محتمل طويل الأمد في غزة وتحول دائم في سياسة إسرائيل من الموقف الدفاعي. وقال غالانت: "وجهة نظري الأساسية هي أننا نقاتل محورًا، وليس عدوًا واحدًا. إيران تبني قوتها العسكرية حول إسرائيل من أجل استخدامها". وقبل زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، والتي حثت إسرائيل على بذل المزيد من الجهود لتجنب وقوع قتلى في صفوف المدنيّين، أشار غالانت إلى أنّ القوات الإسرائيلية ستتحول من ما أسماه "مرحلة المناورة المكثفة"، إلى التركيز على "العمليات الخاصة". لكنه حذّر من أنّ المرحلة التالية من الحرب "ستستمر لفترة أطول"، وشدد على أنّ بلاده لن تتخلى عن أهدافها المتمثلة في تدمير "حماس"، وإنهاء سيطرتها على غزة وتحرير الأسرى المتبقّين. وبعد دعوات الأسبوع الماضي من قبل أعضاء اليمين المتطرف في ائتلاف نتانياهو لعودة المستوطنين اليهود إلى غزة، واحتلال القطاع، حدد مكتب غالانت رؤية ما بعد الحرب للحكم الذاتيّ الفلسطيني، إلى جانب حرية الجيش الإسرائيليّ في التصرف ضدّ التهديدات الأمنية. وكما يرى غالانت فإنّ فريق عمل متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، بالتعاون مع شركاء أوروبيّين وشرق أوسطيّين، لا بدّ أن يشرف على عملية "إعادة تأهيل" غزة. وقال غالانت: "نحن قريبون من المرحلة التالية في الشمال، بما في ذلك مدينة غزة"، حيث فرضت القوات الإسرائيلية سيطرتها إلى حدّ كبير، على الأقل فوق الأرض. فيما يقول ضباط إسرائيليون إنهم ما زالوا يعملون على تدمير شبكة كبيرة من الأنفاق تحت الأرض التي يستخدمها مقاتلو "حماس".ومع تحرك القتال، الذي يتركز الآن في خان يونس جنوبًا، فإنّ الجيش الإسرائيليّ سوف يعمل في ساحة معركة مزدحمة للغاية، إذ يتكدس معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة الآن في الطرف الجنوبيّ من القطاع، ما يزيد من خطر وقوع خسائر أكبر في صفوف المدنيّين في القتال هناك. لهذا قال غالانت: "علينا أن نأخذ في الاعتبار العدد الهائل من المدنيّين"، مضيفًا أنّ التكتيكات العسكرية ستحتاج إلى التعديل. وسيستغرق الأمر بعض الوقت. لكننا لن نستسلم". ويقول مسؤولون إسرائيليون إنّ التحول إلى عمليات أقل كثافة، سيكون تدريجيًا وسيحدث في أوقات مختلفة في أجزاء مختلفة من غزة. وقال ضباط إسرائيليون إنّ المرحلة الأكثر حساسية من القتال ستكون على الأرجح حول رفح، وهي مدينة في غزة تقع على حدود القطاع مع إسرائيل، والتي تكتظ الآن بالنازحين بسبب القتال في أماكن أخرى، مشيرين إلى أنّ نشطاء "حماس" يحتمون هناك أيضًا. وتجري إسرائيل محادثات مع مصر بشأن السيطرة على ممر حيويّ على طول الحدود، تقول إسرائيل إنّ "حماس" تستخدمه لتهريب الأسلحة والأشخاص. ويقول المسؤولون الإسرائيليون أيضًا إنهم يعتبرون تحسين تدفق المساعدات الإنسانية أمرًا أساسيًا في المجهود الحربي. وكلما أصبح الوضع أسوأ بالنسبة للمدنيّين، كلما زاد الضغط الشعبيّ الذي يمارسه حلفاء إسرائيل عليها لإنهاء القتال.الاتفاق مع "حزب الله" أو الحربويعتبر غالانت في تصريحاته أنّ مصدر قلقه المباشر الآخر هو الحدود الشمالية لإسرائيل، حيث سيتمّ نشر أعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليّين في حالة نشوب صراع مع "حزب الله". وأضاف غالانت: "الأولوية ليست الدخول في حرب مع (حزب الله). ويجب أن يتمكن 80 ألف شخص من العودة إلى منازلهم بأمان"، مشيرًا إلى أنه إذا لم يتم التفاوض على اتفاق لجعل ذلك ممكنًا على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية من خلال انسحاب قوات (حزب الله)، فإنّ إسرائيل لن تتراجع عن العمل العسكري. وأضاف: "نحن على استعداد للتضحية. إنهم يرون ما يحدث في غزة. إنهم يعرفون أنه يمكننا إحداث ذلك في بيروت".وخلال الأسابيع الماضية، انخرطت الولايات المتحدة ودول أخرى في دبلوماسية مكوكية تهدف إلى التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و"حزب الله"، إذ يتمّ بموجبها سحب قوات "حزب الله" كافة من المناطق الحدودية. وقال غالانت: هدف إسرائيل النهائيّ هو إقناع أعدائها بأنّ أيّ هجوم مستقبليّ سيؤدي إلى عواقب وخيمة"، مضيفًا: "هل ينبغي السماح لـ(حماس) و(حزب الله) وإيران بأن يقرروا كيف نعيش حياتنا هنا في إسرائيل؟ هذا شيء لا نقبله". (ترجمات)