لا تزال الخلافات الداخلية الليبية تطغى على الساحة السياسية، حيث يحتدم الصراع لبسط النفوذ على الجنوب الغربي من البلاد بين قطبي الصراع، بقيادة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة من طرف وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر من طرف آخر. حفتر التقى المنسق الاجتماعي للقيادة العامة لقبيلة أولاد سليمان الشيخ زيدان الزادمة، ردًا على محاولة عبد الحميد دبيبة الاقتراب من الجنوب الغربي، ليأتي الردّ من الأخير، حيث قال إنّ الجنوب سيكون من أولويات عمل فريقه الحكومي، خصوصًا في مجالات الصحة والبنية التحتية والمنشآت النفطية. وبالتزامن مع الحرب الكلامية بين الطرفين، يشهد الجنوب الليبي تحركات لبعض التشكيلات المسلحة، التي تنحدر من المنطقة الغربية، وذلك بهدف السيطرة على بعض المعسكرات الهامة والإستراتيجية. وتشير تسريبات وفق وسائل إعلام ليبية، إلى التخوف من حدوث صدام عسكريّ جنوب البلاد مع القيادة العامة للجيش الوطني، التي تبسط سيطرتها على مناطق واسعة في تلك المناطق.وفي سياق متصل، تجاهل الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، مقترح اللواء عماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف بالحكومة لتشكيل غرفة عمليات مشتركة لتأمين الحدود الجنوبية للبلاد. وكشف مصدر عسكري ليبي في الجيش الوطني، عن صدور توجيهات مباشرة من المشير حفتر بالتعامل مع أيّ محاولات من تشكيلات مسلحة من المنطقة الغربية للسيطرة في جنوب البلاد.واقع جديدوفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهداوي لبرنامج "المشهد الليلة" على قناة ومنصة "المشهد" إن "حكومة الدكتور أسامة حماد نجحت في إحداث نوع من المصالحة الوطنية بين الأطراف داخل مدينة سبها ومرزق".وتابع المهداوي قائلًا: "إن انعدام وجود بؤر لـ"داعش" التي كانت تترعرع في هذه المنطقة وتتخذ من هذه المنطقة انطلاقة لها إلى الشمال الليبي، يعود لوجود قوات مسلحة تابعة للجيش الليبي هناك". وأكد المهداوي أن "عبد الحميد الدبيبة يحاول تصوير هذه المنطقة على أنها منطقة مضطربة".ليبيا تعتمد على العرف أكثر من القانونوتساءل المهداوي كيف يمكن أن ندمج جيش يعمل بقوانين عسكرية مع مجموعات مسلحة ميليشياوية لديها إيديولوجية أو فكر ميليشياوي ولا تنصاع للقانون قائلاً: "المجموعات المسلحة لا يمكن أن تدمج داخل المؤسسة العسكرية بصيغة الجماعة بل ينبغي أن تدمج بطريقة الأفراد وهو ما لا تريده هذه المجموعات". وتابع المهداوي قائلا: "يحتاج حل الميليشات إلى تفتيتها وتجميد منابع تمويلها وجمع سلاحها وإعادة دمجها وفق القانون العسكري والشرطي، وهذا ما لا تريده حكومة الوحدة الوطنية، ولكن يمكن لهذا الأمر أن يتم إذا التزم المجتمع الدولي بعهوده تجاه الشعب الليبي". وختم المهداوي قائلا: "نحن في ليبيا مجتمع قبلي يعني مجتمع يعتمد على العرف أكثر من اعتماده على القانون، حتى أن هناك قضايا يحلها العرف ولا يحلها القانون، لذلك التعويل على القبائل في ما يخص القضايا الأمنية مهم جدا، لأن هذه القبائل تلعب دورًا مهمًا في ضبط الأمن وإعادة الاستقرار".(المشهد)