كثر الحديث عن الهجوم البرّي الإسرائيلي المزمع على قطاع غزّة في أعقاب الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر، والذي أدى إلى مقتل 1400 إسرائيلي، واحتجار نحو 224 شخصًا وفق ما أفادت السلطات الإسرائيلية.وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد قال إنّ "الجيش لن يتراجع عن تنفيذ هجوم برّي على غزّة، وإنه سيكون هجومًا فتّاكا"، مضيفًا أنّ "الهجوم سيكون مزيجًا من البر والبحر والجو".وأطلقت إسرائيل ما أسمته "المرحلة الثانية" من الحرب، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنها "الحرب الثانية من أجل الاستقلال" التي تخوضها بلاده. ولا تزال التحركات الأولى من الهجوم البرّي على غزّة غير واضحة، وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ "المراحل الأولى من هجوم إسرائيل البري، وحتى الأهداف قريبة المدى، ظلّت حتى الأحد محاطة بالسرّية"، مشيرة إلى أنّ "عدد الجنود وكمية الأسلحة التي بحوزتهم، ومدى توغلهم وأماكن تمركزهم لا تزال غير واضحة أو معلنة".هل فشل الهجوم البري على غزة؟في السياق، قال خبراء عسكريون إسرائيليون، إنّ "الجيش الإسرائيلي يتحرك ببطء وحذر داخل القطاع، 100 متر في كل مرة". في المقابل أعلن عضو قيادة حركة "حماس" في الخارج علي بركة، بأنّ الهجوم البري على غزّة فشل، وأكد أنّ العشرات من الجنود الإسرائيليّين قُتلوا فيما أصيب آخرون.وقال بركة: التوغل الإسرائيلي فشل على 3 محاور. إسرائيل واجهت صدًا في المعركة وتجربتها في التوغل البرّي فشلت. الجيش الإسرائيليّ سيعيد محاولة التوغل في غزّة مرة أخرى. تصريحات بركة تزامنت مع أخبار مفادها أنّ الجيش الإسرائيلي لايزال في قطاع غزّة ولم ينسحب وفق القناة 13 العبرية.ضربات جوية ومدفعية وأفاد فلسطينيون شمال قطاع غزّة عن ضربات إسرائيلية جوية ومدفعية عنيفة في وقت مبكّر الاثنين، مع توغل القوات الإسرائيلية مدعومة بالدبابات في القطاع، في هجوم بري أثار دعوات دولية متزايدة لحماية المدنيّين. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنّ ضربات جوية إسرائيلية أصابت مناطق قريبة من مستشفيَي الشفاء والقدس بمدينة غزّة، فيما اشتبك مسلحون فلسطينيون مع القوات الإسرائيلية في منطقة حدودية شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وجاء القصف بعد ساعات من نشر إسرائيل صورًا لدبابات قتالية على الساحل الغربي للقطاع الفلسطيني، ما يشير إلى محاولة محتملة لمحاصرة المدينة الرئيسية في غزّة، بعد يومين من أمر الحكومة الإسرائيلية بتوسيع التوغّلات البرية عبر حدودها الشرقية. وظلت "المرحلة الثانية" التي أعلنتها إسرائيل من حربها المستمرة منذ 3 أسابيع ضدّ مقاتلي "حماس" بعيدة عن الأنظار إلى حدّ كبير، مع تحرك القوات تحت الظلام وانقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية عن الفلسطينيّين.وبدا أنّ اتصالات الهاتف والإنترنت عادت جزئيًا الأحد، لكنّ شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) قالت إنّ الضربات الجوية الإسرائيلية أدّت مرة أخرى إلى انقطاع خدمة الإنترنت والهاتف في أجزاء من الأنحاء الشمالية من القطاع، حيث توجد مراكز قيادة لـ "حماس". (وكالات)