تعمل روسيا على تطوير سلاح نوويّ جديد مضاد للأقمار الاصطناعية، وفقًا لمعلومات استخباراتية شاركتها الحكومة الأميركية مع الكونغرس والحلفاء الأوروبيّين.تتوافر تفاصيل قليلة، لذا من الصعب معرفة مدى خطورة أيّ تهديد محتمل. وقال جيم هايمز، كبير الديمقراطيّين في لجنة المخابرات بمجلس النواب، إنّ الناس "لا ينبغي أن يشعروا بالذعر".لكنّ هذه الادعاءات أثارت سباقًا لتحديد القدرات التي قد يمتلكها مثل هذا السلاح النووي، وما هو التأثير على الفضاء والأرض إذا تم استخدام هذا النوع من الأسلحة؟لماذا قد ترغب روسيا في استهداف الأقمار الاصطناعية؟تستخدم الولايات المتحدة والدول الأوروبية الأقمار الاصطناعية على نطاق واسع للأغراض العسكرية. وتشمل قدراتهم مراقبة تحركات القوات وبناء القواعد، والكشف عن إطلاق الصواريخ وتنظيم الاتصالات القتالية.وقال المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدوليّ جيمس أكتون، لصحيفة "فيينشال تايمز"، إنّ الأقمار الاصطناعية تعد ميزة كبيرة تتمتع بها الولايات المتحدة على روسيا في إدارة الحرب التقليدية.ولفت أكتون إلى أنّ أظهر استخدام أوكرانيا للإنترنت الذي توفره شركة "Starlink"، وهي مشروع خاص لشركة" SpaceX" التابعة لشركة ايلون ماسك ضد القوات الروسية أهمية الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية في ساحة المعركة.وأضاف: "بهذا المعنى، فمن السهل أن نرى لماذا قد تبحث روسيا عن طرق لتدمير قدرة الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية في الدول الغربية".وتقول الصحيفة إنّ عامل الجذب الاستراتيجيّ للسلاح النووي، هو أنّ لديه القدرة على تدمير العديد من الأقمار الاصطناعية في وقت واحد. ومع ذلك، تتمتع روسيا بسجل متميز في تطوير الأسلحة عالية التقنية. لقد نشرت صاروخ كينزال الذي تفوق سرعته سرعة الصوت في أوكرانيا، وهو "سلاح خارق" استراتيجيّ كان من المفترض أن تجعل سرعته من الصعب إسقاطه ، لكنّ الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكنت بانتظام من اعتراض الأجهزة.ما هو تأثير الهجوم على الأقمار الاصطناعية؟وذكرت الصحيفة أنّ عالم الأقمار الاصطناعية معقّد ومتنوع ومزدحم بشكل متزايد. وتعتمد الاتصالات الأرضية والبنية التحتية عليها بشكل متزايد، بدءًا من الشحن الدوليّ وحتى الترفيه المنزلي وتطبيقات خرائط الهواتف الذكية.يقوم مشغلو القطاع الخاص ببناء مجموعات من الأقمار الاصطناعية في مدار أرضيّ منخفض. وفي الأعلى يوجد ما يسمى بالأقمار الاصطناعية المستقرة بالنسبة إلى الأرض، والتي تقع على ارتفاع نحو 36000 كيلومتر فوق الأرض. الوقت الذي تستغرقه الأقمار الاصطناعية المستقرة بالنسبة إلى الأرض للدوران حول الأرض، يتطابق مع فترة دوران الكوكب البالغة 24 ساعة، ما يعني أنها تظل في الموقع النسبي نفسه. وهذا يتيح اتصالات مدنية وعسكرية سلسة، ويعني أنّ جهاز الاستقبال لن يضطر أبدًا إلى تغيير الموقع.وقالت الحصيفة: "يتعين على روسيا أن تفكر في سلبيات عملية كبيرة إذا نشرت سلاحًا نوويًا، أو هددت صراحة بالقيام بذلك. ومن المحتمل أن يؤثر أيّ تفجير نوويّ على الأقمار الاصطناعية لدول أخرى، بما في ذلك الأقمار الاصطناعية لحلفاء الكرملين. وقد يؤدي الحطام سريع الحركة الناتج عن أيّ انفجار، إلى إتلاف أو تدمير المركبات الفضائية الأخرى بطرق غير متوقعة".هل تم استهداف الأقمار الصناعية من قبل؟لقد أصبح الفضاء على نحو متزايد مجالاً لمنافسة القوى العظمى. قامت روسيا والصين والهند والولايات المتحدة بتدمير مركبات فضائية زائدة عن الحاجة في اختبارات الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية، لكن النفايات الفضائية التي تخلقها مثل هذه الانفجارات يمكن أن تسبب دمارًا في المدار إذا اصطدم الحطام بأقمار صناعية أخرى.ووقعت الضربة الأخيرة في نوفمبر 2021، عندما أسقط صاروخ روسي قمرًا صناعيًا قديمًا لاستخبارات الإشارات من طراز كوزموس 1406 على ارتفاع 500 كيلومتر فوق الأرض.وأكدت الصحيفة أن احتمال التدخل في الاتصالات الفضائية وتطوير التقنيات اللازمة للقيام بذلك أصبح يشغل المخططين العسكريين بشكل متزايد. وتشمل هذه الأساليب استخدام الليزر لإبهار الأقمار الصناعية. وفي عام 2021، اتخذ حلف الناتو إجراءات لتعزيز رده على الهجمات على الأقمار الصناعية.وفي الوقت نفسه، تعمل الجيوش على تطوير تقنيات جديدة لا تعتمد على الأقمار الصناعية لتحديد المواقع العالمية للملاحة.هل هناك مخاطر أخرى من ضربة نووية في الفضاء؟من المحتمل أن يكون الضرر الأكبر، سواء على الأقمار الصناعية أو على الأرض، ناجما عن النبض الكهرومغناطيسي الذي سيولده انفجار نووي. وستكون التأثيرات مشابهة لتلك المتوقعة من عاصفة مغنطيسية أرضية طبيعية عقب توهج شمسي شديد.ومن شأن مثل هذا الانفجار المكثف من الإشعاع الكهرومغناطيسي أن يدمر الدوائر الإلكترونية في الأقمار الصناعية ومجموعة واسعة من الحوسبة الأرضية والبنية التحتية للاتصالات. ومن شأن تذبذبات الطاقة في الشبكات الكهربائية أن تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.سوف تنتشر الجسيمات المشعة الناتجة عن انفجار في المدار حول الكرة الأرضية على ارتفاعات عالية. ومع ذلك، لن يكون البشر معرضين للخطر بقدر تعرضهم لمستويات عالية من الإشعاع الناتج عن انفجار قريب من الأرض.ما هي القوانين التي تحظر الأسلحة النووية في الفضاء؟تحظر معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 نشر الأسلحة النووية هناك. والدول الرائدة في مجال الفضاء هي أطراف في الاتفاقية، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة والصين.وبموجب المعاهدة، التي تشرف عليها الأمم المتحدة، تلتزم الأطراف بعدم وضع "أي أجسام تحمل أسلحة نووية" في مدار الأرض. ويتعهدون بعدم "تركيب مثل هذه الأسلحة على الأجرام السماوية، أو نشرها في الفضاء الخارجي بأي طريقة أخرى".والأهم من ذلك أن الاتفاقية لا تغطي إطلاق الأسلحة النووية من الأرض. "المعاهدة . . . لا تحظر إطلاق الصواريخ الباليستية، التي يمكن أن تكون مسلحة برؤوس حربية لأسلحة الدمار الشامل، عبر الفضاء"، وفقا لجمعية الحد من الأسلحة، وهي مجموعة أميركية غير ربحية.(ترجمات)