أكد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلًا عن دبلوماسيّين ومسؤولي إغاثة، أنّ إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة عبر البحر، يواجه تحديات هائلة، مضيفًا أنه من غير واضح من سيتولى إدارة وتأمين الميناء في غزة، والقوافل الإنسانية لتوزيع المساعدات. ويقول دبلوماسيون ومسؤولو إغاثة، إنّ الخطة الدولية لتوفير الغذاء والماء والدواء التي يحتاجها سكان غزة بشدة، عن طريق القوارب، ستواجه تحديات لوجستية هائلة، ما يجعل الاقتراح مكلفًا، ومن المرجح أن يستغرق بعض الوقت.ووفقًا للصحيفة، فإنّ العقبات التي تواجه خطة "ميناء غزة" تتمثل بمايلي:التكلفة بناء الرصيف العائم سيكون باهظ الثمن ويستغرق وقتًا طويلًا، ويقول مسؤولون أميركيون إنّ المشروع قد يستغرق ما يصل إلى 60 يومًا لاستكماله، ويحتاج سكان غزة إلى المزيد من المساعدات الآن. ويحذّر مسؤولو الأمم المتحدة من أنّ المجاعة وشيكة. وقال دبلوماسيان غربيان مطّلعان على المشروع، إنّ التكلفة الكاملة قد تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات على مدى 6 أشهر،، على الرغم من أنه لم يكن من الواضح ما إذا كان ذلك هو الميناء نفسه فقط، أم إنه يشمل تكلفة شحنات الإمدادات المقصودة أيضًا.ودعا البعض إسرائيل إلى فتح ميناء أشدود الإسرائيلي شمال قطاع غزة بالكامل، للسماح بتدفق المساعدات الدولية إلى القطاع، والميناء مجهّز بالفعل إلى حدّ كبير، لمسح ومعالجة عمليات تسليم المساعدات. وبعد ضغوط أميركية، بدأت إسرائيل بالسماح لبعض شحنات الدقيق وسلع أخرى بالدخول إلى هناك في يناير.الأمن والتوزيع ليس من الواضح أيضًا من سيتولى إدارة وتأمين منطقة الميناء المؤقتة، وقوافل الشاحنات اللازمة لتوزيع المساعدات. وردًا على سؤال حول من سيتولى تأمين الميناء، قال الرئيس بايدن للصحافيّين الجمعة، إنّ الإسرائيليّين سيوفرون الأمن، ولم يئثدلِ بمزيد من التفاصيل، ولم يصدر تعليق فوريّ من تل أبيب. وتعرضت بعض الشاحنات القليلة التي تنقل الغذاء والدواء إلى شمال غزة، للهجوم، وظهر اليأس واضحًا الشهر الماضي، عندما قُتل أكثر من 100 فلسطيني، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، بعد أن احتشد آلاف الأشخاص حول قافلة مساعدات، وأفاد شهود عيان، بإطلاق النار على نطاق واسع من قبل القوات الإسرائيلية، وقال الأطباء في مستشفيات غزة، إنّ معظم الضحايا سقطوا نتيجة إطلاق النار.واعترف الجيش الإسرائيليّ بإطلاق النار على أفراد الحشد الذين اقتربوا منهم "بطريقة تهديدية"، لكنه قال إنّ معظم الضحايا تعرضوا للدهس أثناء تدافع الأشخاص، الذين حاولوا الاستيلاء على الشحنة. وقال مسؤولون في الأمم المتحدة، إنّ الموظفين المتبقّين في الشرطة المدنية التابعة لـ"حماس"، يمكن أن يتدخلوا لتأمين الأمن، لكن من المرجح أن تكون مشاركتهم غير مقبولة بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة. وفي مؤتمر صحفيّ الشهر الماضي، قال مسؤول الإغاثة البارز بالأمم المتحدة جيمي ماكجولدريك، إنّ المنظمة تسعى للعمل مع ما تبقى من الشرطة، للسيطرة على الحشود، لكنهم كانوا مترددين في مرافقة القوافل شمالًا، خوفصا من الغارات الجوية الإسرائيلية. ومن الممكن أن ينتشر الجيش الإسرائيليّ للقيام بدوريات في القوافل، لكنّ وجودهم سيشكل تحدّيًا للأمم المتحدة، التي تبذل قصارى جهدها لتجنب أن يُنظر إليها على أنها قريبة للغاية من أيّ جانب. وانتقد مسؤولو الإغاثة هذه الخطط قائلين، إنّ توصيل المساعدات بالشاحنات، هو الطريقة الأكثر فاعلية لمساعدة سكان غزة، وطالبوا إسرائيل بفتح نقاط عبور جديدة في شمال غزة، وتخفيف القيود المفروضة على الدخول.واعترف المسؤولون الأميركيون بأنّ إنشاء ممرّ بحريّ سيستغرق أسابيع، لكنهم يقولون إنه سيمكنهم في النهاية من زيادة حجم المساعدات بشكل كبير.ولا يوجد في غزة ميناء عامل، كما أنّ مياهها الساحلية ضحلة للغاية بالنسبة لأغلب السفن، وخصوصًا السفن الضخمة التي قد تكون ضرورية لنقل البضائع الضرورية لمئات الآلاف من الفلسطينيّين الجياع. وقالت رئيسة الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبيّ أورسولا فون دير لاين الجمعة، إنّ المسؤولين يتوقعون اختبار العملية في الأيام المقبلة، خلال ما وصفته بالمشروع التجريبي، لكن لم يتضح على الفور كيف أو أين ستفرغ أيّ سفن حمولتها، أو كيف سيتم توزيعها وسط القصف الإسرائيليّ، والهجمات على شاحنات المساعدات مع تزايد الجوع في القطاع.وكان أعلن الرئيس الأميركيّ جو بايدن الخميس، عن مبادرة بقيادة الولايات المتحدة لإنشاء رصيف عائم مؤقت قبالة ساحل غزة، لتمكين عبور البضائع، ويأمل المسؤولون الأميركيون في نهاية المطاف، استخدام الرصيف لتمكين توصيل مليونَي وجبة يوميًا لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. (ترجمات)