أكد مسؤولون دفاعيون غربيون أن دفاعات الخطوط الأمامية في أوروبا لا تستطيع صد روسيا إلا لأسابيع في أفضل الأحوال دون الولايات المتحدة، بحسب تقرير لوكالة "بلومبيرغ".
وأشار التقرير إلى أنه في إطار حلف "الناتو" تعتمد أوروبا على الولايات المتحدة في الاتصالات والاستخبارات والخدمات اللوجستية فضلاً عن القيادة العسكرية الإستراتيجية والقوة النارية. وقال "يجري التخطيط للطوارئ لمواجهة السيناريو غير المحتمل الذي قد تتخلى فيه الولايات المتحدة عن التحالف وتسحب كل قواتها من أوروبا".
لقد أصبحت القارة الأوروبية منزوعة السلاح إلى حد كبير بعد الحرب الباردة، ونظرت إلى روسيا باعتبارها حالة ميؤوس منها ثم شريكا تجاريا. وحتى بعد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، كافح زعماء أوروبا لتغيير مسارهم. ولم يتصالح أعضاء حلف شمال الأطلسي في أوروبا مع التهديد الذي تشكله موسكو إلا في السنوات الأخيرة، بحسب الوكالة.
لقد أدى عودة ترامب إلى البيت الأبيض إلى زيادة قلق أوروبا. فقد أبدى الرئيس الأميركي القليل من القلق بشأن روسيا، وقرر وقف إمدادات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا، وتوقف عن تقديم بعض المعلومات الاستخباراتية لقوات كييف ورفض مشاركة القوات الأميركية في مهمة للحفاظ على اتفاق السلام الذي يسعى إلى التوسط فيه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ردّ فعل أوروبا
ولقد استجابت القارة الأوروبية بإظهار التضامن وموجة هائلة من الأموال. ويخطط الاتحاد الأوروبي لتمديد 150 مليار يورو (160 مليار دولار) في شكل قروض والسماح للدول الأعضاء بإنفاق 650 مليار يورو إضافية على الدفاع.
وتخطط المملكة المتحدة لتحويل مساعدات التنمية إلى جيشها، وتعتزم ألمانيا كسر التقاليد من خلال تخفيف القيود الدستورية على الاقتراض لإعادة التسلح.
وفي يوم الخميس، وافق الاتحاد الأوروبي أيضا على بدء مناقشات بشأن إصلاح طويل الأجل لقواعده المالية للسماح للدول الأعضاء بإنفاق المزيد على الدفاع. وجاءت هذه الخطوة في الوقت الذي أثار فيه ترامب تساؤلات حول الالتزامات الأمنية المشتركة، قائلا في واشنطن إنه لن يدافع عن أعضاء حلف شمال الأطلسي "المتخلفين".
ومن المتوقع أن تحتاج جهود إعادة تسليح أوروبا في نهاية المطاف إلى مئات المليارات من اليورو. ولكن بعد سنوات من نقص الاستثمار وعقود من الاعتماد على الولايات المتحدة، فإن الأمر يتطلب أكثر من المال لتعزيز أمن أوروبا.
وقال الأشخاص إن استبدال مجموعة الدعم التي تقدمها الولايات المتحدة ــ من الخدمات اللوجستية والاستخبارات إلى أنظمة الأسلحة ــ قد يستغرق أكثر من 5 سنوات.
ولكن خلف الكواليس، يحذر المسؤولون الدفاعيون من أنه في السيناريوهات المتطرفة قد تبدأ مخزونات المنطقة من الصواريخ الجوية في النفاد بسرعة بدون الولايات المتحدة، وفقًا لبعض التقديرات. وقد تنفد الذخيرة في غضون أيام ولن تتمكن الدفاعات الجوية من توفير غطاء كافٍ للعمليات البرية.
ورغم مرور 3 سنوات على الحرب في أوروبا، فإن القارة ما زالت تفتقر إلى الأساسيات مثل القدرة الكافية على إنتاج البارود. وهذا يعني أن الاستعداد يشمل في الأساس الشراء من الولايات المتحدة.
(ترجمات)