قدمت منظمة قادة أمن إسرائيل "CIS" وهي رابطة تضم كبار العسكريين المتقاعدين في مؤسسات الأمن، مقترحا إلى مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي لإنهاء أزمة الأسرى، يتضمن مغادرة مسؤولي وأعضاء "حماس" قطاع غزة إلى دولة ثالثة، مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين منذ 7 أكتوبر. وبحسب تقرير صحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن المنظمة التي تضم 500 من القادة السابقين في الجيش و"الشاباك"، و"الموساد" والشرطة، تهدف من خلال هذا المقترح إلى المساعدة على تحقيق الأهداف المتناقضة المتمثلة في هزيمة "حماس" إلى جانب إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة.تفاصيل المقترحوقال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق اللواء ورئيس المنظمة ماتان فيلناي إن هناك تفاصيل مهمة حول المقترح والتي ستظل الحكومة بحاجة إلى تسويتها بنفسها. وأشار المسؤول العسكري المتقاعد إلى اتفاق سابق مع الفلسطينيين، "عندما عرضت إسرائيل صفقة مماثلة على رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في لبنان عام 1982، والتي مُنحت آلاف عدة من مقاتليه حرية المرور وطردوا بعد ذلك". وقال فيلناي إن عدد مسؤولي "حماس" الذين "سيحصلون على حرية الخروج من غزة، سواء كانوا 10 أو 100 أو ألف، هو أمر يتعين على مجلس الحرب أن يفكر فيه". وأضاف أن "حكومة الحرب ستحتاج أيضا إلى أن تقرر ما إذا كان سيتم تضمين قادة الجهاد الإسلامي وباقي الفصائل الأخرى في صفقة المرور والطرد من القطاع". ووفقا لفيلناي، "أصبح من الواضح أن عددا كبيرا من الأسرى في غزة لن يبقوا على قيد الحياة في غياب أي صفقة، وأن الاتفاق المقترح يحقق على نطاق واسع أهداف إسرائيل قبل الحرب المتمثلة في تفكيك (حماس) في غزة، على الرغم من أن المنظمة ستستمر في المنفى". وعلى الرغم من التفاصيل الإضافية التي تتطلب الوضوح، فإن المقترح يتضمن أيضا إطلاق سراح ونفي "جميع السجناء الفلسطينيين"، مما يعني أنه سيتعين السماح لآلاف الفلسطينيين بالمغادرة، حسبما ذكرت "جيروزاليم بوست". وبحسب الصحيفة، ينص المقترح على طرد أعضاء ومسؤولي "حماس" إلى دولة ثالثة، حيث قالت إن "قطر وتركيا وإيران ودول أخرى لها علاقات مع الفصائل الفلسطينية، يمكن أن تكون مستعدة لقبول تدفق كبير في حال التوصل إلى صفقة".ما مكاسب إسرائيل من هذه الصفقة؟وقالت منظمة قادة أمن إسرائيل في المقترح المقدم لحكومة الحرب إنه "يجب على إسرائيل أن تعلن أنه عند قبول هذه الشروط واستلام قائمة كاملة بالأسرى، أن تكون أبواب غزة مفتوحة أمام المساعدات الإنسانية غير المحدودة، وانتشار الجيش بطريقة تمكن من إعادة إعمار القطاع". وأضافت أن "إسرائيل ستتعاون مع الجهود الدولية والعربية الإقليمية والفلسطينية وستساعدها لإنشاء آلية تتولى مسؤولية إدارة القطاع ونزع سلاحه وإعادة تأهيله، وكل ذلك تحت قيادة الولايات المتحدة". وذكرت منظمة قادة أمن إسرائيل أنه إذا قبلت "حماس" العرض، فستكون إسرائيل قد حققت ما يلي:عودة جميع الأسرى. تحقيق أهداف الحرب المتمثلة في القضاء على حكم "حماس" وقدرتها العسكرية. إنهاء الحرب. تحسين آفاق المشاركة الإقليمية والدولية في تنفيذ مراحل استراتيجية "اليوم التالي".هل تقبل "حماس" بهذه الصفقة؟ترجح المنظمة وفق "جيروزاليم بوست" أن ترفض "حماس" هذه الصفقة بسبب فلسفتها الداخلية. لكنها قالت إن "إعلان إسرائيل عن هذه الصفقة، سيخفف الضغط من أجل وقف إطلاق النار قبل الأوان، وإثبات أن الحكومة تسعى جاهدة إلى استعادة الأسرى ولا تستبعد أي مقترحات من أجل ذلك".وتؤكد منظمة قادة أمن إسرائيل أن مقترحها جاء استنادا على افتراض أن "إسرائيل لا تستطيع الحفاظ على حياة طبيعية مع استمرار "حماس" على الحدود الجنوبية، كما من غير المتوقع أن يستسلم قادة (حماس) وكبار مساعديه بسهولة، بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه سكان غزة". إلى ذلك، ذكرت المنظمة أنه "إذا نجا كبار قادة (حماس) من الحرب وبقيت القدرات التنظيمية والعسكرية المتبقية، فيجب النظر في احتمال تجدد التهديد لأمن إسرائيل". وبحسب الصحيفة، أخذت المنظمة في الاعتبار أن قيادة "حماس" قد تكون الآن أكثر تركيزا على بقائها من مجرد استعادة السجناء، وأن الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة لإنهاء الحرب يمكن أن يمنع إسرائيل من تحقيق أي من أهدافها الأساسية.(ترجمات)