بعد أن تلقى النائب العام التمييزي في لبنان القاضي جمال الحجار رسالة من الشرطة الدولية (الإنتربول) تطالبه بتوقيف مدير المخابرات الجوية السورية، باتت التساؤلات تتزايد حول من هو جميل الحسن.ودعت الرسالة "السلطات القضائية والأمنية في لبنان إلى توقيف الحسن إذا كان موجودًا على الأراضي اللبنانية، والقبض عليه في حال دخوله لبنان وتسليمه إلى الولايات المتحدة الأميركية". من هو جميل الحسن مدير المخابرات الجوية السورية؟ يُعتبر جميل الحسن، شخصية بارزة في الاستخبارات العسكرية السورية، وعُرف بدوره كمدير سابق لإدارة المخابرات الجوية في سوريا. وُلد جميل حسن في مدينة حماة السورية عام 1953. انضم إلى الجيش السوريّ وترقى بسرعة في الرتب بسبب ولائه لحزب البعث ونظام الرئيس السابق بشار الأسد. بدأت مسيرة الحسن العسكرية في السبعينيات، وبحلول أواخر التسعينيات، كان قد أثبت نفسه كشخص بارز داخل المؤسسة العسكرية السورية. أصبح جميل الحسن رئيسًا لمديرية الاستخبارات الجوية في عام 2009، وهو المنصب الذي وضعه في طليعة عمليات الأمن الداخلي والاستخبارات السورية. تشتهر إدارة الاستخبارات الجوية بمراقبتها وسيطرتها المكثفة على جوانب مختلفة من المجتمع السوري، بما في ذلك الحركات المنشقة وجماعات المعارضة. تحت قيادة الحسن، تورطت إدارة الاستخبارات الجوية في العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك اعتقال وتعذيب السجناء السياسيين. وأثناء الحرب الأهلية السورية، التي انطلقت في عام 2011، أصبح دور الحسن أكثر وضوحًا، حيث كان مسؤولًا عن تنسيق العمليات العسكرية ضد قوات المعارضة وكان متورطًا في إستراتيجية النظام لقمع الاحتجاجات. وتضمنت أساليبه تكتيكات قاسية، ما عزز سمعته كمتشدد موالٍ للأسد.انتهاكات حقوق الإنسان تميزت فترة ولاية جميل حسن بجدل كبير، حيث اتُهم بالإشراف على عمليات أسفرت عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات القتل خارج نطاق القضاء واستخدام التعذيب في المعتقلات والسجون. كما واجه الحسن عقوبات من الحكومات الغربية بسبب تورطه في هذه الانتهاكات، في حين وضعته وزارة الخزانة الأميركية على قائمة العقوبات في عام 2011، مستشهدة بدوره في حملة القمع العنيف للاحتجاجات وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة من قبل الحكومة السورية. وتركت أفعال جميل الحسن تأثيرًا دائمًا على المشهد السياسيّ في سوريا وساهمت في الخطاب المستمر المحيط بالمساءلة والعدالة في البلاد ما بعد الحرب.(المشهد)