بعد أقلّ من 4 أشهر من شن "حماس" هجومًا مباغتًا على إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، واحتجاز 240 أسيرًا، تشرح تقارير عدة التوتر بين واشنطن وتل أبيب بشأن حل الدولتين.تحدّث وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، عن مسار نحو حل الدولتين كشرط للصراع الذي يؤثر على الشرق الأوسط، خلافًا لذلك ناقش رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو، القضية مع الرئيس الأميركيّ جو بايدن، متعهّدًا بأنّ الدولة الفلسطينية لن تقوم أبدًا مادام في منصبه. بعد تصريحات نتانياهو المفاجئة، أعلن بعض أعضاء مجلس الشيوخ أنهم يؤيدون جعل المساعدات الإضافية الطارئة لإسرائيل مشروطة برحيل نتانياهو، مؤكدين دعمهم للدولة الفلسطينية، وفقًا لموقع "جيروزاليم بوست".حرب إسرائيل قبل بضعة أسابيع، قال رئيس مجلس الأمن القوميّ السابق جيورا آيلاند، إنّ أحد أخطاء الدبلوماسية العامة الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، كان تصوير هذه الحرب على أنها حرب بين إسرائيل و"حماس".وقال: "هذه حرب بين دولة إسرائيل ودولة غزة الفلسطينية". منذ انسحاب إسرائيل من غزة في عام 2005، ظل هذا القطاع من الأرض تحت السيطرة الفلسطينية الحصرية، أولًا من قبل السلطة الفلسطينية، ثم في عام 2007، من قبل "حماس".طوال ما يقرب من عقدين من الزمن، لم تسيطر إسرائيل على غزة، ولم تحكم هناك، ولم يكن لها أيّ رأي في الحكومة التي صوّت لها الفلسطينيون، ولم تكن قادرة على منع بناء جيش صغير يتمتع بقدرات كبيرة.وفي 7 أكتوبر، رأت إسرائيل مدى نجاح ذلك الأمر، وما حققته هذه الدولة الفلسطينية المصغّرة. ورأى الإسرائيليون ما يستطيع القطاع أن يحقّقه.حل الدولتينفي السياق، قال الرئيس الإسرائيليّ يتسحاق هرتسوغ، الذي كان من دعاة حل الدولتين، يوم الخميس في المنتدى الاقتصاديّ العالميّ في دافوس: "إذا سألت إسرائيليًا عاديًا الآن عن حالته العقلية، فلن تجد أحدًا بكامل قواه العقلية مستعدًا الآن لذلك".وقال إنّ الإسرائيليّين "فقدوا الثقة في عمليات السلام، لأنهم يرون أنّ الجيران يمجّدون الإرهاب"، على حدّ تعبيره.وبعبارة أخرى، فإنّ الغالبية العظمى من الإسرائيليّين يتحدثون الآن عن حل الدولتين، في حين لا يزال الأسرى محتجزين، وبينما تقاتل إسرائيل على جبهات مختلفة، وبينما تمنح استطلاعات الرأي الفلسطينية "حماس"، قدرًا مذهلًا من الدعم. وفي الولايات المتحدة، يعرف بايدن إسرائيل، ويعرف ما عانته في 7 أكتوبر، ويعلم أنّ إسرائيل ليست في مزاج يسمح الآن بإنشاء دولة فلسطينية. وكما قال بلينكن نفسه في دافوس: "من الصعب المبالغة في تقدير التأثير النفسيّ على البلاد ككل لما حدث في ذلك اليوم".ومع ذلك، يواصل بايدن وبلينكن والمتحدث باسم الأمن القوميّ في البيت الأبيض، جون كيربي، مناقشة الأمر. قال بايدن نفسه شيئًا معبّرًا خلال نهاية الأسبوع، عندما سئل عن رفض نتانياهو لحل الدولتين في مؤتمر صحفيّ مساء الخميس، "هناك عدد من أنواع حلول الدولتين، هناك عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي لا تزال ليس لديها جيشها الخاص".حسابات بايدن ونتانياهو السياسيةوحدّد بايدن الخطوط العريضة لحل الدولتين، وشدد على أنّ هذه الدولة يجب أن تعترف بإسرائيل كدولة يهودية، وأن تكون منزوعة السلاح. وعلى مر السنين، تحوّل هذا الموقف إلى حديث عن "دولة ناقصة"، بمعنى أنّ الفلسطينيّين سوف يتمتعون بكل الصلاحيات لحكم أنفسهم، ولن تكون لديهم أيّ من الصلاحيات لتهديد إسرائيل، ويجب أن يظل هذا الأمن في أيدي إسرائيل.وفقًا لتحليل الصحيفة الإسرائيلية، فإنّ النقاش الحاليّ حول حل الدولتين، تظل ضمن حسابات بايدن السياسية، حيث يمكن أن تساعده في الانتخابات، والتعليق على احتمال قيام دولة فلسطينية يمكن أن يساعده في الحفاظ على أعضاء حزبه الغاضبين من دعمه لإسرائيل خلال الحرب.وبالمثل، يتم استخدام هذه القضية لتحقيق مكاسب سياسية في إسرائيل أيضًا.وقد ظهر ذلك بوضوح في المؤتمر الصحفيّ الذي عقده نتانياهو يوم الخميس، عندما قال إنه وحده القادر على منع إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف. وحذر من أنّ "أولئك الذين يتحدثون عن اليوم التالي لنتانياهو، يتحدثون عن إقامة دولة فلسطينية بقيادة السلطة الفلسطينية".لم يتم تحديد موعد جديد لإجراء انتخابات مبكّرة، لكنّ تحويل نتانياهو لهذا الأمر إلى قضية وتحويله علنًا إلى نقطة خلاف مع البيت الأبيض، هو مؤشر على أنه يستعد للحملة الانتخابية. وإذا كان نتانياهو يقدم نفسه في الماضي على أنه سيّد الأمن، فبعد 7 أكتوبر فقدت هذه الحجة صداها. فهو يحتاج إلى تذكرة جديدة، ويبدو أنّ منع قيام دولة فلسطينية اختياره الأخير.(ترجمات)