صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو الاثنين، أنّ إسرائيل تشهد تحولًا تاريخيًا في دورها الإقليميّ بعد الإطاحة بالرئيس السوريّ بشار الأسد، معتبرا أن بلاده "تغيّر وجه الشرق الأوسط" بشكل جذري. وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحفيّ عقده لمناقشة المستجدات الإقليمية، مشددًا على أنّ إسرائيل تمضي في "تدمير أعدائها خطوة بخطوة" ضمن ما وصفه بـ"حرب وجودية فرضت علينا". وأوضح نتانياهو أنّ نظام الأسد كان أحد الأعمدة الرئيسية لما وصفه بـ"محور الشر الإيراني"، متهما النظام السوريّ بتأجيج الكراهية ضد إسرائيل والمشاركة في الحروب ضدها، خصوصًا حرب 1973، فضلًا عن تسهيل عمليات نقل الأسلحة من إيران إلى "حزب الله" في لبنان. وأكد أنّ الانهيار المفاجئ للنظام السوريّ كان نتيجة مباشرة للضغوط العسكرية التي مارستها إسرائيل ضد إيران والميليشيات التابعة لها، سواء في سوريا أو غزة أو لبنان. وأضاف نتانياهو: "لقد كان الأسد حليفًا استراتيجيًا لإيران ومصدر تهديد كبير لاستقرار المنطقة. سقوط نظامه يفتح الباب أمام حقبة جديدة في الشرق الأوسط". التحولات الإقليمية وأشار نتانياهو إلى أن هذه التطورات تؤكد مكانة إسرائيل كقوة إقليمية رائدة، وقال: "إسرائيل تغيّر وجه الشرق الأوسط. نحن الآن مركز قوة في منطقتنا، وهو وضع لم نشهده منذ عقود"، لكنه حذر في الوقت نفسه من أنّ "محور الشر الإيراني" لم ينتهِ بعد، مؤكدًا أنّ التهديدات الإيرانية مستمرة وأنّ إسرائيل ستواصل مواجهة أي محاولات لزعزعة أمنها أو أمن المنطقة. منذ سقوط نظام الأسد يوم الأحد الماضي، نفذت إسرائيل سلسلة هجمات عنيفة في سوريا استهدفت مواقع عسكرية مرتبطة بإيران والميليشيات المدعومة منها.وأفادت تقارير إعلامية بأن سلاح الجو الإسرائيليّ ضرب نحو 100 موقع استراتيجي، شملت مخازن أسلحة ومنشآت عسكرية يُعتقد أنها تستخدم لدعم "حزب الله" والميليشيات الأخرى الموالية لطهران. ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإنّ الجيش الإسرائيليّ شنّ منذ سقوط الرئيس السوريّ بشار الأسد قبل يومين حوالى 250 غارة جوية على مختلف أنحاء سوريا "دمّرت أهمّ المواقع العسكرية" في هذا البلد. وقال المرصد الثلاثاء إنّ "إسرائيل نفّذت نحو 250 غارة جوية على الأراضي السورية" منذ فجر الأحد، ما أسفر عن "تدمير أهمّ المواقع العسكرية في سوريا". وأوضح المرصد أنّ هذه الغارات شملت معظم المحافظات السورية وطالت "مطارات ومستودعات وأسراب طائرات ورادارات ومحطات إشارة عسكرية ومستودعات أسلحة وذخيرة ومراكز أبحاث علمية وأنظمة دفاعات جوية، فضلًا عن منشأة دفاع جويّ وسفن حربية في ميناء اللاذقية الواقع في شمال غرب البلاد. وأورد المرصد لائحة مفصّلة بالأهداف العسكرية التي طالتها الغارات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنّ ضرب هذه المواقع "يأتي في إطار تدمير ما تبقى من السلاح ضمن مستودعات وقطع عسكرية كانت تسيطر عليها قوات النظام السابق". إسرائيل وسوريا بعد الأسد مع التطورات الأخيرة، تتابع إسرائيل الوضع في سوريا عن كثب، ووفقًا لتصريحات نتانياهو، فإنّ سقوط الأسد يُعدّ "يومًا تاريخيًا"، يعكس نجاح إسرائيل في تغيير ميزان القوى الإقليمّ لصالحها. وأضاف: "سنعمل على حماية حدودنا وأمننا، وسنواصل التصدي لأيّ محاولات لاستهداف إسرائيل". وفي ختام تصريحاته، أعرب نتانياهو عن أمله في أن تؤدي هذه المرحلة إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة، لكنه شدد على أنّ إسرائيل لن تتوانى عن اتخاذ أيّ إجراءات لحماية مصالحها وأمنها القومي. (المشهد)