تُجري فنلندا جولة إعادة للانتخابات الرئاسية بعدما فشل كل المرشحين في الحصول على أكثر من 50% من الأصوات، في الجولة الأولى من الانتخابات التي أجريت الأحد.وبعد 12 عاما من قيادة الرئيس ساولي نينيستو لفنلندا، سيتم انتخاب خليفة له في جولة إعادة من المقرر إجراؤها يوم 11 فبراير المقبل بين المرشحين اللذين سيحصلان على أعلى نسبة من أصوات الناخبين. وبعد عمليات فرز الأصوات المبكرة، يتقدم رئيس الوزراء السابق المحافظ ألكسندر ستوب بنسبة تبلغ 28.3% من الأصوات، في حين حصل وزير الخارجية السابق بيكا هافيستو من حزب الخضر على 25.8%. وتأخر رئيس البرلمان يوسي هالا اهو ومفوض الاتحاد الأوروبي السابق أولي رين كثيرا بحصول كل منهما على 16% من أصوات الناخبين. يُذكر أن الجولة الأولى تنافس فيها 9 مرشحين لخلافة نينيستو، الذي لا يُسمح له بالترشح لفترة أخرى بعدما تولى رئاسة البلاد لفترتين مدة كل منهما 6 أعوام.ومن المقرر أن يؤدي الرئيس الجديد اليمين الدستورية في الأول من مارس المقبل.وأدلى الفنلنديون بأصواتهم الأحد لانتخاب رئيسهم الذي ازدادت أهمية دوره نظرا إلى الارتفاع الملحوظ للتوترات مع روسيا المجاورة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.ومع أن سلطاته محدودة مقارنة برئيس الوزراء، إلا أن رئيس البلاد يوجه السياسة الخارجية بالتعاون الوثيق مع الحكومة وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة.وأصبحت فنلندا التي ظلت محايدة خلال الحرب الباردة، العضو الـ31 في حلف شمال الأطلسي (ناتو) العام الماضي، ما أثار استياء روسيا التي تتشارك معها حدودا طولها 1340 كلم.وتدهورت العلاقات بين فنلندا وروسيا إلى حد كبير منذ فبراير 2022 والهجوم الروسي في أوكرانيا. وبعد انضمام جارتها إلى الناتو في أبريل 2023، توعدت موسكو هلسنكي بـ"إجراءات مضادة".دفاع مستقلواتهمت هلسنكي موسكو بتدبير "أزمة هجرة" على أبوابها وأغلقت حدودها مع روسيا في نوفمبر الماضي في خطوة أيدها جميع المرشحين. وقال ألكسندر ستاب مساء الخميس خلال المناظرة المتلفزة الأخيرة إن "روسيا وعلى رأسها فلاديمير بوتين تستخدم البشر سلاحا". وأضاف "في هذه الحال، يجب أن نضع أمن فنلندا في المقام الأول". وبالنسبة إلى منافسه الرئيسي بيكا هافيستو، يتوجب على هلسنكي أن "تبعث رسالة واضحة مفادها أن هذا (الوضع) لا يمكن أن يستمر". وأعطت فنلندا العضو في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، الأولوية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة لتطوير العلاقات الاقتصادية مع روسيا أملا بأن ينعكس ذلك زخما ديموقراطيا.(د ب أ)