نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" تقريرًا تشرح فيه الأسباب التي تدفع "حماس" إلى الصمود وعدم الاستسلام في حرب غزة، على الرغم من الضغوط التي تتعرض لها من قبل دول الوساطة المتمثلة بقطر ومصر والولايات المتحدة، إضافة إلى ضعف قدراتها العسكرية والقتالية بالمقارنة مع إسرائيل وداعميها.ويتساءل الكاتب إيلي بوديه أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية في القدس، عن الطريقة التي يفكر فيها زعيم "حماس" يحيى السنوار..اتفاق عالمي على إدانة إسرائيل ووفقًا للتقرير فإنّ السنوار يعتقد أنّ مكسبه من الحرب في غزة، يتمثل في جعل العالم يقف مجتمعًا على إدانة الأفعال التي ترتكبها إسرائيل، والهجوم الإعلاميّ والعالمي، لما تقترفه بغزة من قتل وتدمير وتجويع، وصل حدّ التهديد بالمجاعة. وفي وقت تُتهم فيه إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" من قبل المحاكم الدولية ودول ذات سيادة، مثل جنوب إفريقيا، لم يحرك السنوار إصبعًا ليفعل أيّ شيء، سوى الجلوس في الصف الأماميّ ومشاهدة ما يحدث، وفقًا للصحيفة.ويشرح الكاتب، أنّ إستراتيجية عدم القيام بأيّ شيء غالبًا ما تكون ناجحة، موضحًا أنّ هذه الخطة استخدمها الرئيس الأميركيّ السابق دونالد ترامب، قبل المناظرة الرئاسية الأخيرة مع الرئيس الأميركيّ جو بايدن، حيث نصح العديد من المستشارين السياسيّين ترامب بالسماح لبايدن بالتحدث من دون مقاطعة، ما يجعل وقوعه في الخطأ يتزايد، وبالتالي يؤثر على مستقبله السياسي.ووفقًا للتقرير، فإنّ اللوم والاتهامات التي تتعرض لها إسرائيل تشكل سلاحًا مفيدًا في ترسانة "حماس"، فهو يمنحها ترف اتّباع إستراتيجية "عدم فعل أيّ شيء" في حين يتكبد الآخرون المزيد من الأخطاء، وتصوير الدولة العبرية على أنها "الشرير الحقيقي".ومن الممكن أن نستنتج أن تعنت "حماس" في رفض إطلاق سراح الأسرى المئة والعشرين المتبقين، هو نتيجة مباشرة للغضب الموجه ضد إسرائيل في العديد من الساحات المختلفة، حيث إنّ هذا الدعم المجانيّ يمكّن الحركة من عدم الاستسلام بأيّ شكل من الأشكال، بحسب الصحيفة.محادثات إطلاق سراح الأسرى وكان أكد مصدر كبير في حركة "حماس" لرويترز السبت، أنّ الحركة قبلت مقترحًا أميركيًا لبدء محادثات بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليّين، ومن بينهم الجنود والرجال، بعد 16 يومًا من المرحلة الأولى من اتفاق يرمي إلى إنهاء الحرب على غزة.وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرًا لسرية المحادثات، أنّ الحركة تخلّت عن مطلب التزام إسرائيل أولًا بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع الاتفاق، وستسمح بتحقيق ذلك عبر المفاوضات خلال المرحلة الأولى التي تستمر 6 أسابيع.وكان مسؤول فلسطينيّ مطّلع على جهود الوساطة الدولية الرامية لتحقيق السلام، قال إنّ المقترح قد يؤدي إلى اتفاق إطاري إذا وافقت عليه إسرائيل، وسينهي الحرب الدائرة منذ تسعة أشهر بين إسرائيل وحماس في غزة.وذكر مصدر مطّلع أنّ مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، سيسافر إلى قطر الأسبوع المقبل من أجل المفاوضات.وامتنع متحدث باسم المخابرات المركزية عن التعقيب على زيارة بيرنز تماشيًا مع سياسة عدم الإفصاح عن رحلات مدير المخابرات.وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر هويته، إنّ المناقشات ستركز على التوصل لحل بخصوص مطلب "حماس" بأن تقوم الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر ومصر بتقديم ضمان مكتوب لوقف إطلاق نار موقت، وتوصيل المساعدات وانسحاب القوات الإسرائيلية إذا استمرت المحادثات غير المباشرة بخصوص تطبيق المرحلة الثانية من الخطة.ورفض مسؤول أميركيّ تأكيد قرار "حماس"، مضيفًا، "هناك تقدّم حقيقي، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به".واندلعت الحرب بعد أن هاجمت "حماس" بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، ما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 أسيرًا وفقًا لإحصاءات إسرائيلية.وتقول السلطات الصحية في غزة إنّ الصراع أودى بحياة أكثر من 38 ألف فلسطيني. وتكثفت الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى في غزة على مدى الأيام القليلة الماضية، من خلال جهود دبلوماسية حثيثة بين واشنطن وإسرائيل وقطر، التي تقود جهود الوساطة من الدوحة، حيث تتمركز قيادة "حماس" في الخارج.(ترجمات)