غضب عارم يسيطر على الشارع الفلسطيني، وتنديد من جهات رسمية ودينية وإدانات من الفصائل الوطنية، بسبب قرار الحكومة الإسرائيلية منع دخول فلسطينيي الضفة الغربية، وتقييد دخول فلسطينيي أراضي الـ48 إلى المسجد الأقصى لأداء الشعائر الدينية خلال شهر رمضان الوشيك، القرار وصف "بالباطل والجائر، وسيجر المنطقة لشرارة حرب دينية"، وسط ترجيحات بأن يشعل الأوضاع ويفجرها.أثار قبول رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مطالب خطة وزير الأمني القومي بن غفير تجاه القيود التي ستفرض على المصلين الفلسطينيين خلال رمضان، جدلاً كبيراً ومخاوف إسرائيلية من تدهور في الأوضاع الأمنية، خصوصا وأن القرار يشمل عرب الداخل الفلسطيني 48، وبطبيعة الحال أهالي الضفة الغربية. ووصف مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن القرار قد يحول الحرب مع "حماس" إلى "حرب مع كل المسلمين"، و"تهديد أمن إسرائيل". وفي بيان صحفي، حذر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، من تداعيات القرار، وحمّل المجلس "السلطات الإسرائيلية عواقب هذه القرارات البغيضة التي تزيد من نار الكراهية والحقد في المنطقة وتؤجج الصراع فيها".من جانبه، أكد محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية 48، أن "هذه الخطوات إعلان حرب شاملة علينا، وهي مقدِّمة لتفريغ الحرم القدسي الشريف من أجل سيطرة المستوطنين على المسجد الأقصى، تمهيداً لهدمه"، معتبراً أن القرار لن يمرّ أبداً لا هنا ولا في العالم". بوادر حرب أوسعوحذر قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية د.محمود الهباش من تبعات القرار، خلال حديثه مع منصة "المشهد"، ووصفه بأنه "يمثل إمعاناً إسرائيلياً في إشعال الحرب الدينية ليس في فلسطين بل في المنطقة بأسرها، وربما في العالم أجمع"، مضيفا "لن يمر هذا القرار وإذا نفذ فلن يكون عابراً، ستكون له تداعيات شديدة الخطورة، وستزيد الأمور اشتعالاً". وأكد الهباش لمنصة "المشهد" بأن "المسجد الأقصى بالنسبة لنا كفلسطينيين، وللعرب والمسلمين ليس مجرد مسجد ومكان، فهو رمز للهوية الدينية والحضارية، وبالتالي لن يسمح الشعب الفلسطيني بتمرير مثل هذا القرار، الذي سيفجر الأمور ويقلبها رأساً على عقب".وطالب الهباش "بتدخل عربي ودولي عاجل، قبل أن تقع الكارثة، فالحرب الدينية بفعل سياسة إسرائيل المتعجرفة التي تدير ظهرها عن صوت العقل، إذا لم تنفجر الآن ستنفجر في أي لحظة والعالم سوف يدفع ثمنها".تداعيات القرار وصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمد هلسة لمنصة "المشهد"، القرار "بالخطير وبمثابة اللعب بالنار، ومساس بالمحرمات المتعلقة بالأقصى، وسوف يعصف على المنطقة بأكملها، إسرائيل تمارس منع العبادة على الأرض قبل أن تصدر القرار، فالأقصى أشبه بثكنة عسكرية مغلقة، محاط بالقوات الإسرائيلية التي تضيق الخناق على الفلسطينيين هناك". وأضاف هلسة "المستوى الأمني الإسرائيلي حذر نتانياهو من تبعات القرار، الذي وبحسب تقديرات المخابرات فإنه من المحتمل أن تستخدمه حركة "حماس" كورقة ضغط للعب على وتر العنصر الديني وتجييش مشاعر المسلمين نظراً للأهمية الدينية للأقصى". إجراء يضر بمصلحة إسرائيل ووصف جهاز الأمن العام الإسرائيلي اشتعال الأوضاع الميدانية في مدينة القدس، والداخل 48، بالأكثر خطورة من اشتعالها في الضفة الغربية، في وقت تفرض فيه السلطات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب على غزة، قيوداً مشددة تمنع المصلين الفلسطينيين من بلوغه، خصوصا أيام الجمعة حيث تسمح للمسنين فقط من الصلاة بالأقصى. أما المحلل السياسي شلومو غانور، فوصف في حديثه لمنصة "المشهد" هذا الإجراء الإسرائيلي يمس حق العبادة وهو أمر غير مرغوب، ومرفوض لدى المجتمع الإسرائيلي وغير منطقي، بل ويضر بسمعة إسرائيل والقيم الدينية، حرية العبادة يجب أن تتوفر، على السلطات الإسرائيلية معالجة ومواجهة تلك العناصر التي من شأنها أن تدهور الوضع الميداني، وإبعادها عن محيط الحرم القدسي الشريف".وتابع غانور قائلاً: "على إسرائيل أن لا تقع في نفس الفخ مرتين مخطط "وحدة الساحات"، الذي يرسمه يحيى السنوار، وتوخي الحذر من ربط الحرب في غزة من معارك، واندلاع مواجهة في القدس والضفة وداخل إسرائيل، فمن الحكمة البعد عن اتخاذ إجراءات قد تجر إلى مواجهة محتملة".تصريحات نتانياهوفي خضم ذلك جاء تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو ليصب الزيت على النار، حول رغبته بالسيطرة الأمنية الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة، مع تسوية دائمة أو بدونها، معتبراً إقامة دولة فلسطينية يشكل خطراً وجوديا على إسرائيل، في المقابل رفضت الرئاسة الفلسطينية التصريح، ووصفت السياسات الإسرائيلية بأنها لا تجلب الأمن والاستقرار، وحذرت من استمرار هذا النهج المدمر الذي سيوصل الأمور إلى الانفجار الشامل. (المشهد - القدس)