أثار قيام الجيش الإسرائيليّ بتدمير مسجد ومقبرة للمسلمين في خان يونس، ردود فعل غاضية من فلسطينيّين وجماعات حقوقيّة اتّهموا الخطوة "بالهجوم الاستهدافي". وعرض الجيش الإسرائيليّ يوم السبت على الصحفيّين الأجانب حيّ بني سهيلة في مدينة خان يونس جنوبيّ قطاع غزة، والذي تعرّض للهدم خلال بحث الجيش عن أنفاق لـ"حماس" تحت الأرض. ونقل مراسل "الأسوشيتدبرس" قيام الجيش الإسرائيليّ بتدمير مسجد وبجانبه حفرة بعرض 140 مترًا قال الجيش بأنه كان يحتوي على نفق لـ"حماس". وبموجب القانون الدوليّ ونظام روما الأساسي، وهي معاهدة عام 1998 التي أسست المحكمة الجنائية الدولية، يعدّ هذا اعتداءً على التراث الثقافي، حيث تحظى المقابر والمواقع الدينية بحماية خاصة، ويمكن اعتبار تدميرها جريمة حرب.تقول إسرائيل إنّ "حماس" تستخدم مثل هذه المواقع كغطاء عسكري، ما يحرمها من هذه الحماية. وتضيف أنه لا توجد طريقة لتحقيق هدفها العسكريّ المتمثل في القضاء على "حماس" من دون العثور على الأنفاق.وقال الجنرال الإسرائيليّ دان غولدفوس الذي رافق الصحفيّين بالموقع يوم السبت، "لم نعد سذّجًا".هدم مقبرة شهداء بني سهيلةقدمت إسرائيل مزاعم مماثلة في العمليات التي جرت في مستشفيات غزة وما حولها. ورافق غولدفوس الصحفيّين إلى داخل فتحة نفق قال إنها تمتد تحت المسجد والمقبرة، وسار الصحفيون عبر نفق خرسانيّ طويل متعدد الاتجاهات، ووصلوا إلى مجموعة صغيرة من الغرف التي زعم الجنود أنّ مقاتلي "حماس" يستخدمونها كمركز للقيادة والسيطرة.ويبدو أنّ المقبرة التي جرى هدمها هي مقبرة شهداء بني سهيلة، وفق تحليل الأقمار الاصطناعية. وأدى الهجوم الانتقاميّ الذي شنته إسرائيل على غزة، إلى نزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وبحسب مراقب أممي، دمر الجيش 161 مسجدًا خلال عملياته، فيما فاق عدد الضحايا 26000 معظمهم من النساء والأطفال وفق الجهات الصحية التابعة لـ"حماس" في غزة. يوم السبت ظهرت القبة الذهبية للمسجد متصدّعة، وقال غولدفوس إنّ القوات الإسرائيلية دمرت المسجد بعد أن أطلق مسلحون النار عليهم من داخله. وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية جنودًا يستخدمون المتفجرات لنسف جدران الطابق الأول من المسجد، ما أدى إلى انهياره. ودعت اليونسكو كلًا من "حماس" وإسرائيل إلى الامتناع عن مهاجمة المواقع ذات الأهمية الثقافية. وزعم غولدفوس أنّ تدمير المسجد وهدم المقبرة، كان جزءًا لا يتجزأ من تحديد موقع لـ60 فتحة نفق في المنطقة، عرض منها واحدة فقط على الصحفيّين. وأضاف أنه من الصعب "العمل" في المنطقة من دون الإضرار بالأماكن المقدسة وحتى الرفات البشرية. (المشهد + وكالات)