صمت انتخابي في الجزائر يسبق الاقتراع على الرئاسة يوم 7 سبتمبر.انتخابات يخوض غمارها 3 مرشحين، لكن استطلاعات الرأي تحسم النتيجة لصالح الرئيس الحالي عبد المجيد تبون. وعلى الرغم من اختلاف الشعارات، فإن الإجماع حول عدد من الملفات سيطر على المشهد الانتخابي، وأهمها البطالة والأجور والقدرة الشرائية ثم تقوية الاقتصاد والحفاظ على سيادة القرار خارجيا.وعود انتخابيةوعلى عكس الاستحقاقات الرئاسية السابقة، دخلت المعارضة السياسية في الجزائر معترك الانتخابات بقوة، وتم قبول ملفي مرشحين ينتميان لاثنين من أبرز أحزاب المعارضة، وهما حركة مجتمع السلم وجبهة القوى الاشتراكية. وسيواجه الرئيس المقبل للجزائر تحديات اقتصادية كبيرة خصوصا في تنفيذ الوعود الانتخابية بتحقيق نسبة نمو تزيد على 4.2%، وناتج محلي إجمالي يصل إلى 400 مليار دولار في عام 2027، وكذلك جلب أكثر من 100 مستثمر أجنبي. أما على صعيد السياسة الخارجية، سيواجه الرئيس المقبل ملفات متشعبة حيث تدهورت علاقة الجزائر مع عدد من الجيران، ما يرجح إمكانية أن تدفع البلاد ضريبة الجوار الإقليمي الهش.الانتخابات الرئاسية في الجزائروفي هذا الشأن، قال النائب في البرلمان الجزائري علي محمد ربيج لقناة "المشهد": في كل سباق انتخابي تمر الجزائر بمرحلة حساسة، ولكن هذه المرة ستجري الانتخابات الرئاسية بعيدا عن التزوير ومشاركة المال الفاسد وتدخل وزارة الداخلية أو الإدارة في إدارة العملية الانتخابية.نرى اليوم أن هناك سلطة مستقلة تشرف على هذه العملية، بالتالي المعارضون الذين يدعون إلى مقاطعة الانتخابات والدعوة إلى عدم الذهاب إلى صناديق الاقتراح بناء على أن الأجواء استبدادية وأنها لا تسمح بالدخول في منافسة، هي دعوات لزرع بذور اليأس في الجزائريين وهدم الثقة لديهم بأن العملية السياسية ينبغي أن تمر عبر الصندوق. تحديات ورهانات كبيرةوتابع ربيج قائلا: "نحن نعرف جيدا أن الجزائر تمر اليوم بمرحلة صعبة جدا، وعلينا أن نسرع في الذهاب لانتخاب رئيس للجمهورية لأن التحديات والرهانات كبيرة على المستوى الداخلي، والأخطر من ذلك على المستوى الإقليمي والدولي، بالتالي نتمنى أن يشارك المواطن الجزائري في العملية الانتخابية بشكل كبير، لأن هذه العملية تهمه شخصيا وتهم الشأن العام".واستطرد قائلا: الذي يرفع نسبة المشاركة في الانتخابات هي البرامج التي قدمت للناخبين، بالتالي اليوم الرهان بالنسبة للمرشحين الثلاث هو كيفية إقناع الشاب الجزائري وخصوصا فئة الشباب أن يمضوا بقوة إلى صنادق الاقتراع، ومن الطبيعي أن الرئيس عبد المجيد تبون يريد أن يرفع من نسبة الاقتراع التي كانت تقريبا 58%.هذا هو التحدي ولا أعتقد أنه مستحيل تحقيقه على أرض الواقع في ظل الظروف التي يتم فيها تنظيم هذه الانتخابات، وفي ظل مراقبة الحملة الانتخابية والوعي والمسؤولية التي شهدناها من خلال خطاب واقعي وخطاب براغماتي يهدف إلى تغيير حقيقي عبر وسائل سلمية.وختم قائلا: "الانتخابات هي وسيلة سلمية للتغيير والتداول على السلطة وعلى منصب رئيس الجمهورية، ونحن نرفض أي عمليات عنف قد تقع بسبب هذه الانتخابات، وندعو إلى عملية انتخابية سلمية".(المشهد)