تزايدت المخاوف الإسرائيلية من احتمال حدوث صدام عسكري مباشر بين تركيا وإسرائيل في سوريا في ظل تحركات أنقرة التي تفسرها تل أبيب كمحاولة لتوسيع النفوذ التركي في البلاد بعد سقوط نظام الأسد.وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الدوائر السياسية والأمنية في إسرائيل استنفرت قواتها بعدما أصبحت تنظر بعين الريبة إلى تنامي الحضور التركي في سوريا، معتبرة ذلك تهديداً لأمنها القومي.نتانياهو ومواجهة تركياويحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تصوير المواجهة مع تركيا على أنها حتمية. وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن نتانياهو سيعقد اجتماعاً مع مسؤولين أمنيين لبحث ما أسماه الهيمنة التركية المتزايدة في سوريا. ووفقاً لموقع "والا" الإسرائيلي، فإن اتصالات سورية تركية تجري بشأن تسليم مناطق قرب تدمر للجيش التركي مقابل دعم اقتصادي وعسكري لدمشق. ولفت الموقع إلى أن النظام السوري الجديد يحاول ترميم قواعد عسكرية وقدرات صاروخية ودفاعية في الجنوب بالقرب من إسرائيل، الأمر الذي يثير مخاوفة إسرائيلية واسعة. وعلى وقع التقارير الإعلامية المتتالية من إسرائيل، أوصت لجنة حكومية إسرائيلية مؤخرا نتانياهو بالاستعداد لحرب محتملة مع تركيا في ضوء مخاوف متزايدة من تحالف أنقرة مع الإدارة الجديدة في دمشق وهو ما قد يتطور إلى شيء أكثر خطورة من التهديد الإيراني. محاولة إثبات الردع ومن هنا، لا يعتقد الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبوزيد أن الجيش الإسرائيلي بوضع يسمح له بأن يفتح جبهة جديدة. وأضاف في حديثه لبرنامج "المشهد الليلة" التي تقدّمه الإعلامية آسيا هشام، أن كل ما يقوم به الجيش الإسرائيلي هو محاولة إثبات التفوق والردع مستخدماً الطيران الحربي ويقوم بعمليات عسكرية تندرج في إطار العمليات انتقائية مرتكزاً بذلك إلى المعلومات الاستخبارية.وقال أبوزيد "هذا الجيش هو جيش قاتل وليس جيشا مقاتلا. لا يستطيع أن يشن حرب في ظل التهشيم التي تعرضت له الفرق الإسرائيلية". وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع الخروج من مأزق قطاع غزة ولا مأزق الضفة الغربية مبينا أن هذا نشرته صحيفة "معاريف" في تقرير في 14 مارس الحالي أكد أن الثقة فُقدت بالجيش بنسبة 75% في الشارع الإسرائيلي. "ليست مشكلة إسرائيلية" وفي حال استمرت تركيا بتعزيز وجودها العسكري في سوريا، أكد العقيد السابق في الجيش الإسرائيلي موشيه إلعاد أن مشكلة الإنتشار التركية في الأراضي السورية ليس مشكلة إسرائيلية وإنما هي مشكلة العالم و"الناتو" ومشكلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأشار إلى أن هناك مناقشات ومحادثات حول هذا الموضوع بين إسرائيل وأميركا ودول أخرى، معتقدا أن "هناك فرق كبير بين التصريحات التركية والإجراءات على الميدان". وشدد إلعاد على أن إسرائيل لا تسمح لأي دولة حتى تركيا أن تكون على حدودها، وأنها تحافظ على هذه الحدود بالقوة وفي كل مكان.(المشهد)