5 جثث وُجدت داخل منزل يعود بعضها لأكثر من 20 عامًا، وإحداها لنحو 10 أيام.ليس "فيلم رعب" ولا قصة مُخيفة قيلت بين الناس، إنما هي حادثة حقيقية وقعت في لبنان، وتكشّفت تفاصيلها أمس الاثنين، بعدما دهمت مخابرات الجيش اللبنانيّ منزلًا في بلدة كفرشيما في جبل لبنان.وفي التفاصيل التي حصلت عليها منصة "المشهد"، فإنه منذ أيام تسرّبت رائحة كريهة من المنزل، بالتزامن مع تقديم الجيران شكاوى بسبب تصرفان غريبة الأطوار ومخيفة لسكان المنزل، وبعد الحصول على إذن قضائيّ بالدخول إلى المنزل، تم العثور على 5 جثث إحداها غير متحلّلة، بالإضافة لسيدة تسعينية، بينما هرب رجل يدعى خريستو.وقال مسؤول أمنيّ فضّل عدم الكشف عن اسمه، إنّ شقيق خريستو توفي منذ 10 أيام فجرّه إلى الغرفة التي يدفن الموتى فيها، لكن لا يبدو أنّ هناك جريمة، أي أنّ حالات الوفاة طبيعية للجثث التي تعود لأفراد عائلته، مشيرًا إلى أنّ الوالدة عجوز، ويبدو أنّ لديها مشاكل عقلية نتيجة التقدم بالسنّ، وتُركت داخل المنزل.وبمعاينة "المشهد" للمنزل، تبيّن أنه محصّن ومحاط بأسوار عالية جدًا، وعشرات كاميرات المراقبة، وأحذية. وقال عدد من أبناء الحيّ لـ"المشهد"، إنّ: لأبناء المنزل تصرفات غريبة ويطلقون أحيانًا النار على الجيران. قصتهم غير جديدة وغالبية الحيّ يعلم أنهم يقومون بدفن موتاهم داخل المنزل، وهم لا يخالطون الناس ولديهم مشاكل عقلية.كنا نعتقد أنّ الوالدة التسعينية متوفاة وتفاجأنا عندما علمنا أنها لا تزال على قيد الحياة.وشكا أحد المواطنين عن تعرّضه للسرقة مرتين من قِبلهم، وتقديمه شكوى لكن من دون جدوى.جثث وأسلحة وأفاد رئيس بلدية كفرشيما وسيم رجّي لمنصة "المشهد"، بأنّ البلدية ستُصدر بيانًا توضيحيًا خلال اليوم، بعد وضوح الصورة مع الجهات الأمنية.وتابع، "عملنا كلّ الليل لإقناع خريستو تسليم نفسه للقوى الأمنية وهذا ما حصل"، موضحًا أنه "كان من اللازم أن تكشف الأدلّة الجنائية على الجثث والمنزل أمس، لكن لم يحصل ذلك لغاية الآن"، مشددًا على "أهمية أن تكشف الأدلة الجنائية اليوم، لختم الملف".وكشف عن العثور على نحو 5 قطع حربية وأسلحة وصناديق ذخيرة عدة داخل المنزل.اتهامات سرقة بعيدًا عن العثور على الجثث، أفاد رجّي، أنّ شكاوى عدة وصلتنا عن سرقات يقوم بها الشقيقان (قبل وفاة الأخير)، لكنّ الناس تخاف من الادعاء عليهما باسمها، لذا لم يتقدم أحد بشكوى رسمية، علمًا بأنّ القوى الأمنية لا تتحرك من دون ادّعاء.وقال: "لا يجب إطلاق سراح المتهم من دون تحقيق كامل معه".وعن سبب عدم دخول شرطة البلدية المنزل وسط الشكاوى، قال: "لا يحقّ لشرطة البلدية دخول المنازل من دون إشارة قضائية".ولا تزال التحقيقات مستمرة في الحادثة التي صدمت البلاد، من دون أن تشكل صدمة للعديد من أبناء الحيّ، وفق قول أحدهم. دفن لائق للجثث وعن مصير الجثث، أشار مرجع دينيّ لـ"المشهد"، إلى أهمية التأكد من هويتها، بعدها تُتلى الصلاة عليها ويتم الدفن بشكل لائق وفق العقيدة المسيحية، التي تنصّ على احترام الميت ودفنه كما يجب.ولفت إلى أنه لا نصّ يمنع إقامة مدفن داخل حرم المنزل أو الحديقة، لكن يبقى الأهم أن تتم مراسم الصلاة على الميت.وهذا ما قاله أيضًا رجّي، من أنه "في القانون لا شيء يمنع أن يكون هناك مدافن في المنزل، على أن يكون الموت طبيعيًا من دون حصول جريمة".(المشهد)